تتمتع جمهورية فنلندا بنظام اجتماعي وديمقراطي تقدمي جعلها واحدة من أكثر الدول ازدهاراً واستقراراً في شمال أوروبا. ويعد فهم خصائص سكان الفنلنديين جزءًا مهمًا لفهم ثقافة البلاد وتاريخها وتركيباتها الاجتماعية. حسب آخر البيانات المتاحة لعام 2022، بلغ تعداد سكان فنلندا حوالي 5,5 مليون نسمة، مما يعكس اتجاه النمو البطيء للسكان نتيجة لتراجع معدلات الولادات وانخفاض هجرة العمالة الأجنبية إلى الدولة مقارنة بالسنوات السابقة.

تعتبر التركيبة العمرية لسكان فنلندا أحد الخصائص الديموغرافية الرئيسية التي تجذب الانتباه. تشير الإحصاءات الرسمية إلى نسبة كبيرة نسبياً من كبار السن ضمن المجتمع الفنلندي؛ إذ يشكل الأفراد الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً نحو 21% من إجمالي السكان، بينما يحظى الأطفال والشباب تحت سن الثامنة عشر بحصة أقل نسبياً عند 17%. هذا التوزيع السكاني يمكن أن يؤثر بشكل كبير على السياسات الحكومية والقضايا الاقتصادية مثل التأمين الاجتماعي ونشاط القوى العاملة والإنتاج الثقافي والعلمي داخل البلد.

من الناحية العرقية والثقافية، تعد غالبية شعب فنلندا ذات جذور سويدية وأصل شبه سلافي، مع وجود أقليات محددة وصغيرة تابعة للأصول الروسية والصينية وغيرها، والتي تعيش أساسا في المدن الكبرى وعلى طول الشريط الحدودي للبلاد. ومن الجدير بالملاحظة أيضاً تنوع مجتمع المثليين وملتزمين الحقوق الجنسية فيها والذي يتميز بتبنيه سياسات أكثر تساهلاً وتقدماً بهذا المجال مقارنة بدول المنطقة الأخرى.

بالإضافة لذلك، تلعب اللغة دوراً حاسماً في الهوية الوطنية الفينيّة؛ حيث تعتبر اللغة الفینلندية والسویدیة كل منهما رسمیتان وقد کان هناك جهود لتحسين مستوى معرفتها لدى الأمهات والأطفال الصغار للحفاظ علی تراثهما الثقافی والتاریخي الغني. وفي مجالات التربیة التعليم یظهر النظام الدراسي الفنلندي أداءً متمیزاً عالمیا بدرجة عالية سواء كان ذلك على المستوی المحلی أو الدولي.

وفي النهایه فإن هذه الرؤية العامة حول جوانب مختلفة متعلقة بالسكان والمجتمع الفنلندي ستوفر فهما أفضل لدynاميكيات الحياة الاجتماعیه السياسية لهذه الجمهوریة الأوروبیّة المنحدرة منذ قرون طويلة من تاريخ طويل وحافل بالأحداث المؤثره في مسارات الحضارات البشرية المختلفة عبر الزمان والمکان.