مدينة بومبي الإيطالية: تاريخ درامي تحت براكين Vesuvius

التعليقات · 0 مشاهدات

مدينة بومبي، الواقعة أسفل سفوح البركان الشهير Vesuvius بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط في جنوب إيطاليا، هي مشهد لأحد أكثر القصص درامية وأكثرها تحن

مدينة بومبي، الواقعة أسفل سفوح البركان الشهير Vesuvius بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط في جنوب إيطاليا، هي مشهد لأحد أكثر القصص درامية وأكثرها تحنيرا في التاريخ القديم. هذه المدينة الرومانية القديمة ذات يوم كانت تزخر بالحياة والنشاط، مع سكّان يُقدر عددهم بخمس وعشرين ألف شخص تقريبًا. لكن مصيرها تغير جذريًا عندما عادت نشاط البركان العنيف بشكل غير متوقع بعد فترة طويلة من الراحة.

في صباح يوم الثلاثاء المشؤوم الموافق للـ24 أغسطس سنة 79 ميلاديًا - وهو اليوم الذي غيّر وجه المنطقة forever - بدأ البراكين بالتأهب للانهيار المدمر. بدأت النشورات البركانية بغزارة، بما فيها الرماد والحجارة الصغيرة والحمم المنصهرة، مما أدى إلى هروب الكثيرين مذعورين بحثا عن ملاذ آمن خارج المدينة المحاصرة. ومع ذلك، فإن سرعة وشدة الحدث فاقت كل توقعات الجميع. لقد أصبح الهواء مليئًا بالرماد والدخان، وتحولت النهار المفاجئة إلى ظلام دامس بسبب كثافة الغبار المنتشر في الجو.

خلال ساعات فقط، شهد العالم سقوط واحدة من أروع الأمثلة الإنسانية على القوة الهائلة والقوة الخلقية الطبيعية. ارتقى ارتفاع العمود البركاني فوق سماء نابولي حتى بلغ نحو تسعة كيلومترات، فيما سقط حممه وحجاره الثقيلة لتغمر المدينة وضواحيها بالكامل. لم تتمكن الجموع الفارّة من مغادرة المدينة إلا بعد أن قبض عليهم الموت المبكر وسط الظروف الحرجة. أما الذين تمكنوا بالفعل من الهروب فقد تركوا وراءهم أثرا كئيبا للحزن والعجز أمام الجمال المخيف لهذه النهاية الدرامية.

استغرقت عملية البحث عنها ما يقرب من ستمائة وستين عاما أخرى قبل ظهور أول علاماته مرة أخرى أثناء أعمال بناء قناة جديدة هناك. ثم جاء الاكتشاف الأكبر حين وجدت هدف تلك الأعمال الضائعة منذ قرنين مضت كامنة تحت طبقات سميكة من الرماد والترسبات الأخرى الناجمة مباشرة عن الانفجار الأخير لبراكين vesuvius. ومن بديهيات الأمر أنه تم حفظ حالة معظم السكان اللحظية داخل أجسامهم المحنطة تماما مثل حالتها عند استهداف النار بهم وقت انتهاء انبعاثاتها الفتاكة فورا كما ذُكر بسلاسة ضمن كتابات المؤرخ الكبير "Plinius". وفي الواقع تبين أنها توضح كيف تعرض الأشخاص للإصابة بأنواع مختلفة من الوفيات المرتبطة بذلك الاستنفار الرهيب سواء جرّاء الاختناق نتيجة ابتلاع مواد ضاغطة محملة بنسبة عالية جدًا من معدلات ثاني أكسيد الكبريت وغيره من المركبات السامة؛ أو ربما نتيجة لإصابتهم بحالات معينة من الاحتراق والتدمير الخارجي للأنسجة الحيوانية والنباتية عقب تأثير أشعتها الكهرومغناطيسية المكثفة القادمة عبر مسافات قصيرة نسبياً نظرا لانعدام وجود روابط واسعة للتواصل السريع آنذاك.

هذه الصورة المثيرة لصراع الحياة والموت تعكس مدى قدرة الإنسان وخنوعه تجاه قوة طبيعية مذهلة لا يمكن فهم طبيعته البشرية لها ولا مقاومتها مطلقا مهما اقترنت جهوده بالسعي المستدام لتحقيق تقدم الحضارة والتقدم العلمي الحديث أيضا! وهكذا اختفى اسم بومبي لفترة طويل من الزمن ليظهر بصورة رمز حيوي يشهد لنا ويذكرنا دائمًا بفكرة "العزيمة" و"المقاومة"، رغم كل جرائم القدر القاسية ضد البشرity— رمز لقوة الإنسان وصموده وعدم قابليته للاستسلام مهما بلغ حجم المصاعب والأحداث الصادمة التي تهدد حياته باستمرار... فهذه حقائق أثبتتها إحدى أهم الدراسات الأركيولوجية المعترف بها عالميًا حول حادث كارثي مميز بتاريخ البشرية جمعاء!

التعليقات