مدينة أفسس: تاريخ حضاري غني وثراء ثقافي لا ينضب

تقع مدينة أفسس الرائعة في قلب تركيا، تحديدًا في المنطقة التاريخية ليديا غرب الأناضول. هذه المدينة الفريدة تتوسط المناظر الطبيعية الخلاب عند مصب نهر كي

تقع مدينة أفسس الرائعة في قلب تركيا، تحديدًا في المنطقة التاريخية ليديا غرب الأناضول. هذه المدينة الفريدة تتوسط المناظر الطبيعية الخلاب عند مصب نهر كيستر الذي يلتقي ببحر إيجه، مما جعل منها نقطة جذب هامة للسياح منذ القدم حتى يومنا هذا. يعود الأصل اليوناني لهذه المدينة القديمة إلى القرن العاشر قبل الميلاد عندما أسسها الإغريق الأوائل الذين كانوا يستخدمونها كميناء رئيسي للوجهات البحرية حول البحر المتوسط.

في العام 292 قبل الميلاد، وبعد تأسيس الجمهورية الرومانية مباشرةً، ازداد شأن أفسس وزادت مكانتها السياسية والعسكرية فأصبحت العاصمة الأولى لقارة آسيا بموجب قرار مجلس الشيوخ الروماني آنذاك. لم يكن ذلك صدفة بل نتيجة لتاريخ طويل مليء بالإنجازات والبصمات الثقافية العميقة والتي بدأت حين قام الجنرال الروماني "لوسيمجس" بإعادة بنائها بعد دمار سابق ناجم عن ارتفاع مستوى مياه البحر محوها تقريبًا. ومن هنا جاء تسميتها بـ "العاصمة الأولى والأعظم لأسيا".

ظلت أفسس مركز قوة رومانياً حتى بداية القرن الرابع ميلادي حيث انتقلت السيطرة إلى القوطيين لفترة قصيرة نسبياً لكن سرعان ما استولت القوات العربية عليها أيضاً خلال الفترة الزمنية من 700 إلى 716 ميلادية مما أدى لانحدار كبير بالحالة الاقتصادية والمعيشية للأهل المحليين وانتهت آخر المطاف بالتخلُّي عنها تماماً بسبب مشكلة تراكم الرمال والتراب داخل موانئها الرئيسية مما منع التواصل البحري الخارجي لها بشكل فعال وبالتالي انقطاع الربط البرقي لها لبحر ايجه .

ومع مرور الوقت وسلسلة طويلة من التحولات الديموغرافية والحروب والصراعات المختلفة ، وجدت الدولة البيزنطينية نفسها مسؤولة عن إدارة الأمور مجدداً وأدركت أهمية اعادة ترميم واحياء تلك المدينة الجميلة فعادت الى الحياة ذات رونقا جديدا وأصبح لها مكانة متقدمه ضمن خارطة العالم المعروف وقتذاك واستمرت بهذا الوضع النابض بالحياة لمدة ثلاث قرون كاملة ابتداءا من العام ١١٠٠ ميلادي وحتى اواسط القرنه الثالث عشر وللاسف فقد شهد مؤخرا مغادره الانسان نهائي لهذه البلده الشهيره ومكوث ارثها الضخم المتحفي العملاق متحفا مفتوحا شاهدا علي الماضي العظيم البعيد ولكن مازال حاضرا اليوم بكل ثبات وصمود رغم كل الظروف المصيريه.

اليوم ، ومع خطوات جريئة نحو المستقبل، يجري العمل على تشغيل مشروع قناة ضيقة تسلك مناطق مهمة تمثل جزء من رحلات لاستكشاف التجربة العمرانية الفريدة التي توفرها افسس . بالإضافة لذلك فإن هنالك مخططات مستقبليه ئخرى لدعم اقتصاد المنطقه والساحة الاقتصاديه لدي البلاد التركيه عموما وذلك بتجديد موقع المرسى القديم وطموحه جعله يشبه حالاته الاولانيه؛ حيث ستعمل مثل هكذا الخطوه تعزيز الدخل السياحي وزياده فرصة التعلم والاستمتاع بالقيمة الاثريه والثقافيه لما حملتها ذاكرة المكان جيلا بعد جيل...ونسأل الله عز وجل دوام الصحة والخير لكل الامم والشعب التركي برحمته واسع فضله وعطائه.


كمال بن زيد

10 مدونة المشاركات

التعليقات