- صاحب المنشور: بثينة المغراوي
ملخص النقاش:في عصرنا الرقمي الحالي، أصبح استخدام التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هذه الثورة التقنية جلبت العديد من الفوائد مثل تسهيل الوصول إلى المعلومات والتواصل العالمي والفوائد الاقتصادية الكبيرة. ولكن هناك جانب مظلم لهذه الثورة التكنولوجية وهو تأثيراتها المحتملة على الصحة النفسية خاصة بين فئة الشباب.
يشير عدد متزايد من الدراسات العلمية إلى وجود علاقة قوية بين الاستخدام المكثف للتكنولوجيا والمشكلات الصحية العقلية مثل الاكتئاب والقلق والإدمان. حيث وجدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في بيركلي أن الطلاب الذين يستخدمون الهواتف الذكية لفترات طويلة يعانون من مستويات أعلى بكثير من القلق مقارنة بأولئك الذين استخدما أقل. كما حددت نفس الدراسة ارتباطا بين زيادة الوقت الذي يقضيه في النظر شاشة الهاتف وقلة النوم ومشاكل صحته النفسية الأخرى.
بالإضافة لذلك, فإن وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتبر واحدة من أكثر الأدوات شيوعاً بين المستخدمين -وخاصة الشباب- قد أثارت مخاوف حول تأثيرها السلبي على الصحة النفسية. فقد أشار العديد من الباحثين بأن المقارنات الاجتماعية المستمرة عبر الإنترنت يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالنقص والاستياء وعدم الرضا عن الذات. كما يعتقد البعض بأن الضغط المتزايد لإظهار الحياة المثالية عبر الانترنت قد يساهم أيضا في ظهور اضطرابات الأكل واضطرابات أخرى ذات صلة بالسلوكيات غير الصحية.
على الرغم من هذه المخاطر, ليس بالضرورة أن تكون كل أشكال التفاعل مع التكنولوجيا سلبية تمامًا. فعلى سبيل المثال، تم توثيق التأثيرات الإيجابية للاستخدام المنظم للأجهزة الإلكترونية في دعم الصحة النفسية وتحسين القدرات المعرفية عند بعض الأفراد. بالإضافة لذلك ، تعد الخدمات الصحية الرقمية، مثل تطبيقات العلاج عبر الإنترنت أو الدعم النفسي الرقمي، خياراً جذاباً ومتاحاً لأولئك الذين قد ينتظرون وقت طويل للحصول على المشورة المهنية التقليدية بسبب عوامل مختلفة مثل المسافة الجغرافية أو الخجل المجتمعي.
وفي النهاية ، رغم أهميتها وتنوعها , تحتاج الأمور المرتبطة بالتكنولوجيا والصحة النفسية لمزيدٍ من البحث لفهم مدى تعمق للعلاقة بيْنهما . ويبدو واضحا أنه بينما تحتفظ التكنولوجيا بموقع بارز فى عالمنا الحديث, يجب علينا أيضاً أن نكون واعيين لكيفية استخدامنا لها وكيف يؤثر ذلك على رفاهيتنا العامة وصحتنا العقلية.
