تُعد مدينة جازان الواقعة في أقصى الجنوب الغربي للمملكة العربية السعودية ملاذاً ساحراً تحيط بها سحر الطبيعة وتاريخ العصور القديمة. هذه المدينة، عاصمة إقليم جازان، ليست مجرد مكان استراتيجي لوجستي؛ فهي أيضًا كنز ثقافي وفريد بيئي يُظهر الوجه الأكثر جمالاً للتراث السعودي المتنوع.
الموقع والاستراتيجية الجغرافية
تقع جازان عند ملتقى الحد الشمالي للبحر الأحمر مع الحدود الدولية للسعودية مع الجمهورية اليمنية. هذا الموقع الفريد يسمح لها بأن تكون بوابة بحرية مهمة وباب بري رئيسيًا نحو شبه الجزيرة العربية وخارجها. يشكل مينائها العملاق - الثالث الأكبر بمناطق البحر الأحمر بالمملكة - جزءاً أساسياً من شبكة النقل البحري الإقليمية والدولية.
بالإضافة لذلك، فإن موقع جازان الجميل يجعلها إحدى أصغر مناطق المملكة حجماً، لكن هذا لم يمنعها من احتلال مكان بارز ضمن قائمة أكثر الأماكن خصوبة زراعياً داخل البلاد. غنى التربة هنا وهطول الأمطار جعل منها أرضًا مثالية لزراعة مجموعة متنوعة من محاصيل الفاكهة مثل المانجو والببايا وغيرهما الكثير مما يدعم الاقتصاد المحلي ويجعل منه قطاعاً أساسيًا لا يمكن تجاهله.
التاريخ والآثار
إن التاريخ الطويل لهذه الأرض محفور عميقًا في ربوعها حيث تعكس العديد من المواقع الآثرية الماضي القديم للإنسانية. بعض هذه الآثار يرجع عمرها لأكثر من ٨٠٠٠ عام مضت! إن وجود كهف "مدينه" الشهير يعد شاهداً حيًّا على حضارات قديمة عاش سكانها بالقرب مما نعرفه اليوم بجازان.
طبيعتها وسواحلها
المناظر الطبيعية الخلابة هي أحد عوامل جذب آخرين لجازان. تغطي السواحل المطلة على البحر الأحمروالسلاسل الجبلية الداخلية المتدرجة مشهد بانورامي مذهلاً يجذب هواة التصوير والسائحين عبر كل مواسم السنة المختلفة. بدءاً بالحياة النباتية الكثيفة المؤدية للجبال حتى مياه البحر الفيروزيه واضحة الوضوح مما يخلق تجربة فريدة لن تنسي بسرعة.
المناخ والتغيرات الموسمية
تنقسم البيئة الطبيعية لجازان وفق بنيتها الجغرافية ونشاطات الرياح المدارية المختلفة فتجد أن لكل مكان طابع خاص به فيما يتعلق بدرجات الحرارة والرطوبة والأحوال الجوية الأخرى عامة. بينما تكشف سهول الساحل عن اعتدال واضح نسبياً خلال أشهر الشتاء، تبدأ درجات حرارة عصره القارس تسجل رقما قياسيا مرتفعا بالتزامن مع بداية موسم الحر والصيف إذ تتخطى معدلات حرارته المستويات الثلاثينية بشكل دوري منتظم مما ينذر بشوق كبير لدى جمهور عشاق السياحه للاستمتاع بتلك التجربة المقمرة للشمس تحت ظروف مطولة للغاية ولكن معتادة وسط أجواء مليئه بالحميمية والحنان الربيعي .
مع ازدياد تقدم الفصل الثاني من العام ، ترتفع مستويات الضغط بخلاف المعتاد ومعها تصبح الحالة اكثر رواجا واحتفالا بالأمطار خاصة تلك الأخيرة منها والتي تزدهر ابتداء من يوليو وتموز إلى سبتمبر وإلى أكتوبر أيضا...هذه الظاهرة تؤكد بلا جدال على قوة التواصل الحيوي والعلاقات الغذائية المنظمة بين الجميع داخل نظام متكامل ومتكامل تماما ومترابط كذلك بكل دقة وكفاءة عالية جدا بل وإنك لتلاحظ أثناء ذلك كيف تعمل نفس العملية مباشرة بدون انقطاع منذ القدم مرورانا بناحية الحاضر وليس انتهاء بمرحلة المستقبل قريب المدى ايضا !
في حين أنها شديدة الجفاف تقريباً, إلا إنها رغم ذلك تجسد مثال رائع لسحب هوائيه رطوبه ذات كثافة متفاوتة شدت تعرضهم للنطاق الغربي للأرض مقابل المناطق المرتفعه شرق البلد بكثير فرغم تفرد حالة المياه القصوى هناك الا انه تبقى نسبة التساقط السنوي أقل من نظيره بحوض الهند بشكل ملحوظ جدا وفي الوقت نفسه فان عمليات نزوله السحاب الرئيسي لاتحدث إلّا نادرا عنها وهو امر ذو دلالة رمزيه جميله بالنسبة لنا جميعا اذ توضح مدى قدرتها على خلق توازن جديد كل مرة يحفظ امن واستمرار الحياة بما فيها لأنفس البشر الذين يلجون تحت خيمته واسعة الملونة فوق سماوات وطننا العزيز آل سعود ...