- صاحب المنشور: عبيدة المهيري
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، أثبتت وسائل التواصل الاجتماعي تأثيرًا هائلاً على كيفية تلقي الأفراد للمعلومات وتشكيل الآراء العامة. هذه المنصات التي كانت ذات يوم مجرد أدوات للتواصل الشخصي تحولت إلى قوى مؤثرة في نشر الأخبار والآراء السياسية والثقافية وغيرها الكثير. دعونا نتعمق أكثر فيما يتعلق بكيفية استخدامها وكيف يمكن لهذه التحولات الجديدة في استقبال المعلومات أن تغير وجه المشهد السياسي والمجتمعي ككل.
الأثر المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي
لا يمكن تجاهل الدور الذي تلعبه الشبكات الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب. فهي ليست مجرد أماكن لتبادل الأخبار بل أصبحت حجر الأساس لأحداث عالمية ومشاورات سياسية محلية. حيث يتم حاليًا التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للأخبار بالنسبة لشريحة كبيرة من الجمهور حول العالم. فمن ناحية، توفر هذه الوسائط فرصة فريدة للإعلام البديل وتمكين الأصوات غير التقليدية للوصول إلى جماهير أكبر مما كان ممكنًا سابقًا؛ ومن ناحية أخرى، قد تعرض أيضًا معلومات مضللة أو متسرعة تصبح جزءاً أساسياً من الحوار العام بدون التدقيق الكافي.
التأثير على صنع القرار السياسي
لقد أصبح المواطن العادي قادرًا الآن -من خلال الضغط عبر الإنترنت- على التأثير مباشرة في عملية اتخاذ القرار الحكومي بطرق لم تكن واردة سابقا. مثال بارز هو حركة "الربيع العربي" التي بدأتها الثورات الشعبية العربية عام ٢٠١١ والتي اعتمدت بشدة على شبكات التواصل الاجتماعي لتوزيع الرسائل والتعبئة الجماعية ضد الأنظمة الاستبدادية القائمة آنذاك. كما شهدنا كيف قاد نشطاء حقوق الإنسان حملات ناجحة باستخدام الهاشتاغات (#) لإظهار مظالمهم وطرح قضاياهم أمام ملايين الأشخاص حول العالم. ولكن التضارب الكبير بين الحقائق والحقيقة يؤدي غالبًا إلى سرديات خاطئة تؤثر بشكل عميقعلى مفاهيم الناس وقرارتهم الشخصية والعامة.
تحديات وأخلاقيات الإعلام الجديد
مع زيادة قوة واستقلالية هذا النوع الجديد من الصحافة، ظهرت أيضا مخاطر كبيرة تتعلق بالدقة والمصداقية. هناك العديد من الحالات المقنعة لكيفية تشويه صورة شخصيات عامة بسبب انتشار أخبار زائفة أو مغلوطة بسرعة مذهلة قبل تصحيح الوضع لاحقًا. بالإضافة لذلك، فإن احتمالية انتحال الهوية واستخدام الروبوتات ("الترولز") لغرس أفكار معينة داخل المناقشة العامة يشكل عقبة كبيرة للغاية تحتاج حلول عاجلة وجذرية لحماية حرية نقل المعلومة بحرية وثبات وفق المعايير الأخلاقية والدينية الصحيحة.
وفي الختام: رغم وجود جوانب مثيرة للاهتمام مرتبطة باستعمال الواصل الاجتماعي كنظام جديد لنشر الثقافة والمعرفة والعلم والأفكار المختلفة إلا أنه يجب التشديد هنا على ضرورة التحلي بالحكمة عند قبول أي خبر أو رأي حتى وإن جاء موقعه الإلكتروني الرسمي موثوق به وذلك تجنبًا للانجراف خلف تيار غير صحيح وقد تخالف الشرع الإسلامي في بعض الاحيان خاصةً إذا ما تعلق الأمر بأمور العقيدة والشريعة الإسلامية المجملة. وبالتالي يبقى الحذر وفحص المصدر مهارة مهمّة لكل مستخدم تقني ذكي يحترم نفسه وفكرته وما يحيط به من مجتمع واسع ومتنوع الاتجاهات الفكريه والفلسفية والإيديولوجية المختلفة .