تعتبر جمهورية البوسنة والهرسك، الواقعة في قلب البلقان، ملاذاً ساحراً لعشاق الطبيعة والتاريخ والثقافة. هذا البلد ذو الموقع الجغرافي الفريد، والذي يتمتع بموقعه الرائع بالقرب من الحدود مع كلٍ من كرواتيا وصربيا والجبل الأسود، يعرض تنوعاً مذهلاً من المناظر الطبيعية والقلاع التاريخية والمواقع الدينية النابضة بالحياة. يعد السفر إلى البوسنة تجربة تستحق التجربة بكل تفاصيلها، بدءاً باستكشاف العاصمة نابضة بالحياة سراييفو وانتهاء برؤية المعالم الطبيعية المهيبة مثل بارك سوتيسكا الوطني. فيما يلي نظرة عميقة حول بعض الوجهات الرئيسية والمعالم الثقافية التي ستجعل رحلتك إلى البوسنة لا تُنسى حقاً.
بارك سوتيسكا الوطني
تم إنشاء منتزه سوتيسكا الوطني عام ١٩٦٢ وهو واحد من أقدم المنتزهات الوطنية في البلاد ويغطي حوالي ١٧٥٠٠ هكتار. تحيط بهذا المحمية الجميلة قمم الجبال ذات المنظر الأخاذ والتي تتضمن جبل ماهليك الشهير الذي يبلغ ارتفاعه ٢٣٨۶ متر فوق سطح البحر. تضم الحديقة أيضًا مجموعة متنوعة رائعة من الحياة البرية بما فيها الدببة والخنازير البرية والذئاب وثعالب الماء وغيرها مما يؤدي إلى جعلها واحداً من أكثر المناطق شعبية للاستمتاع بمشاهدة الطيور ومشاهدة الحيوان . بالإضافة لذلك فإن نسبة كبيرة جدا من المساحة مغطاة بغابات واسعة وكثيفة للأشجار الصنوبرية وزان.
بيهاد
تقع مدينة البيهاد شمال غرب البلاد على ضفاف نهر اونا، وهي واحدة من أجمل المدن التاريخية التي تمتلك روعة خاصة بها. يرجع تاريخ وجود هذه البلدة إلى العصور القديمة عندما قام الرومان والإيليريون والإمبراطورية العثمانية بحكم مناطق مختلفة منها. تتمتع بيهاتش بطابع فريد ومتعدد الثقافات يحكي قصة الماضي بينما توفر التجارب الحالية لمزيج مثالي وسط الطبيعة الخلابة والحفاظ على المباني التقليدية القديمة فيها بشكل رائع بحفظ هويتها الأصلية عبر الزمن.
مقبرة حزبية تذكاريّة مُوستار
تجسد تلك المقبرة المثال المثالي للإبداع المعماري والأثر الإنساني في نفس الوقت إذ تمثل مكان تجمع لحوالي ۳۵۰۰ شخص استشهدوا أثناء الحرب العالمية الثانية الذين كانوا يدافعون عن الحقوق اليوغوسلافية لكرواتيا ولأجل استقلال البوسنة والهرسك أيضا. وقد أصبح موقعًا مهمًا جدًا للتراث الثقافي العالمي وفق التصنيف العالمي لمنظمة الأمم المتحدة "اليونسكو". إلا أنه نظرًا لأحداث العنف الأخيرة شهد المبنى حالة سيئة للغاية ولكن السلطات تعمل الآن بجهد كبير لإعادة الترميم وإعادة التأهيل حتى يمكن تقديمه مرة أخرى أمام العالم كنصب تذكارى يعمل كتذكير دائم ضد أي أعمال عنف مستقبلية قد تحدث مجددًا.
بوسيتلج
مدينة صغيرة جميلة تدعى بوسيتلج موجودة داخل منطقة نيريتفتشا تعتبر نقطة جذب رئيسية لكل الزائرين لما تتميز به من تراث معماري أثري عمره يقارب الأربع قرون تقريبًا وذلك بسبب كون أغلبية مبانيه جاء بناءها أيام الحكم العثماني لها بداية من نهاية القرن السادس عشر وحتى بداية ثمانينات القرن الثامن عشر الأمر المؤكد أنها سوف ترسم ابتسامة رضا على وجوه محبي الاطلاع علي التحف العمرانية والعادات والتقاليد المختلفة للدولة وسكانها وطرق حياتهم القديم أسوة بسكان باقي بلدان القارة الأوروبية وما ترتب عليه مرور عشرات العقود عليها ومع ذلك حافظ سكان بوسيتلج على محافظتهم لهذه العمارة المتنوعة الإسلامية والتركيب الخاصة بهم بصورة ملحوظة رغم مرور الزمن عليهم وهذه الخاصية تحديدًا تضيف المزيد من عوامل جاذبية هائلة لهم نظرا لرصد العديد من السمات المشابهة له بالسحر والشِعر العربي القديم عند ذكر وصف ملامح سيدتنا خديجة رضي الله عنها حين قال الشعراء العرب : 'قد ألِفىَ أرضَ دمشقَ حسناءَ * حسناءَ لبني أمِّ جعفرْ' فعلى الرغم اختلاف المكان فقد يشتركان بنفس اهتماماتهما بوصف الوجه الجميل لشخصيتهما سواء كان الإنسان أو المدينة وهذا بالتأكيد سيكون مفتاح نجاح قطاعات السياحة والثقافة بكامل جوانبها العاملة بهذا القطاع المهم للغاية ليس بالنسبة فقط لسكان جمهورية البوسنة وإنما ايضا بثلاثة دول تربط حدود مشتركة مع الجمهورية الاخرى وهكذا يستمر تواصل حركة التجارة الدولية وأشكال تواجد الرحالة المغامرين خارج الحدود
