تُعدُّ جزيرة سومطرة، الواقعة في غرب إندونيسيا، واحداً من أكثر المناطق تنوعاً بيولوجياً وثقافياً في العالم. تمتد سلسلة جبال بوكيت بارسيان المهيبة على طول ساحلها الغربي، وهي عبارة عن مجموعة مذهلة تتألف من 93 قمة جبيلة مرتفعة ومتوازية تفصلهما وديان عميقة. تعكس هذه التضاريس الصعبة الصفات الفريدة لسومطرة، حيث يقيم السكان المحليون عادةً في سهولها الخصبة بدلاً من التحاق بهم الراغبون بالعيش في مدن كبيرة. تشكل الاختلافات الثقافية جزءاً أساسياً من نسيج المجتمع هنا؛ فمن قبائل ميناجكاباو الباسلة -الذين يشكلون أغلبية سكان المنطقة الغربية وهم مسلمون ملتزمون- إلى باتاكيين وآشيينيين، كل منهم يتمتع بتاريخ وحكايات فريدة تقربنا إلى فهم الإنسان المحلي بشكل أفضل.
ومن منظور البيئة الطبيعية، فإن ثراء الحياة البرية هو أمر ملفت للانتباه حقاً. تضم المحميات الوطنية المختلفة مثل محمية غابات تربوكان وطنية ومحمية ليوسوغن الوطني مجموعة واسعة ونادرة من الأنواع بما فيها الفيل الآسيوي والتسمان يونيوم وانسان الغاب والنمور وغيرها الكثير مما يندر وجوده خارج حدود الجزيرة نفسها. لكن رغم هذا الثراء البيئي، فقد انخفضت مساحة الغطاء الغابي بنسبة 50٪ خلال القرن الماضي بسبب عوامل مختلفة منها التصحر وسوء استخدام الأرض والعوامل السياسية المرتبطة بها والتي أثرت أيضًا على دول مجاورة وبالتالي زادت مستويات الضباب حول المنطقة وألحقت ضرراً بالغاً بعدد هام من الأنواع المعرضة لخطر الانقراض.
على الجانب الاقتصادي، تلعب المنتجات الناتجة عن أرض الجزيرة دوراً محورياً داخل اقتصاد البلاد الأكبر؛ إذ تصدر كميات كبيرة من المعادن كالرصاص والقصدير بالإضافة للموارد الأخرى مثل الغاز الطبيعي والنفط الأمر الذي جعل لها مكانة رائدة ضمن الصادرات الدولية لإندونيسيا. كما تزدهر زراعة الأشجار المثمرة المختلفة سواء كانت أشجار الموز أو الذرة الشامية وكذلك شجر جوز الهند الذي يوفر مصدر رزق مهم للسكان فضلاً عن كون بذوره مورد غذائي أساسي لهم وللقرود العملاقة المقيمة هناك أيضاً.
وفي حين توفر المدن الرئيسية بعض المناظر الجمالية الملائمة لعيش حياة مترفة فهناك ميدان ذات السمعة الطيبة بصناعة الحليب بينما تجذب شواطئ بادنج عشاق ركوب الأمواج لما تقدمه لهم مداخل بحرية خلابة تضاهي تلك الموجودة بخليج باجوراج ولامبرغان格。 أما العاصمة العاصمة القديمة آتشيه فتحتفظ بمواقع تاريخية شاهدة عبر التأريخ الحديث فيما تكشف مدينة ريأو جانب آخر لمنطقة سومطره عبر طبائعها الخاصة وقدراتها البحرية الفائقة التي تجعل زيارتها خيار مثالي لمستكشفي الأعماق والمحيطات . أخيرا وليس آخرا ، تساهم جميع هذه المواقع الطبيعية والبشرية مجتمعة بسومطره بجعلها وجهة يحقق المرء مزيدا من التشوق لاستكشاف عجائب الدنيا الطبيعية والأثرية فيه.