تقع مدينة دهب الساحلية الخلابة ضمن محافظة جنوب سيناء في جمهورية مصر العربية. تشغل موقعًا مميزًا على ساحل خليج العقبة، وهو جزء من البحر الأحمر. هذا الموقع الاستراتيجي جعل منها وجهة سياحية شهيرة تتمتع بطابع خاص وميزات فريدة.
تبعد دهب مسافة تقدر بحوالي ١٠٠ كيلومتر فقط باتجاه الشرق عن مدينة شرم الشيخ ذات الشهرة العالمية، بينما تفصل عنها مدينة نويبع الزاخرة بالطبيعة البرية لمسافة نحو ٨٨ كم. إن توفر وسائل المواصلات الحديثة سواء برية أو بحرية يعزز من سهولة الوصول إليها.
تنقسم المدينة إلى قسمين رئيسيين هما قرية العسل شمال غرب وخولان جنوب شرق. تضم الأخيرة معظم الخدمات التجارية والسكان الدائمين الذين يشكلون مجتمعًا متنوعًا يجسد روح التراث البدوي والثقافة العمرانية المتوافقة مع البيئة الصحراوية الساحرة.
تشتهر مدينة دهب برياضة الغوص نظرًا لما تحتويه من مناطق غنية بتنوع المرجان البحري الملون. مهرجان "دهب" السنوي للغوص هو فعالية تسوق عالميًا لتلك الرياضة المغامرة تحت الماء. بل إنها تعد مركز جذب للسائحين الراغبين باستكشاف جمال العالم السفلي لبحر الاحمر مباشرة قبالة واجهة شاطئه الرملية ذو الوان ذهبية لامعة والتي أعطتها الاسم "دهب".
تجذب هذه المدينة القديمة ذكريات رحلات الانباط وروما في القرن الثالث عشر عبر التاريخ القديم حين كانت طريق تجارية تربط الهند والشام وأوروبا بالموانئ الخارجية مثل قناة السويس وما حولها في سيناء. وفي الآونة الاخيره اصبح لها اهميتها الاستراتيجية مجددآ عقب توقيع اتفاقيات السلام عام ١٩٧٩ والتي اعادت الحكم لمصر بعد الاحتلال الاسرائيلي لأجزاء كثيرة بما فيه منطقة مضيق تيران المؤدية الي خليج العقبه وبالتالي سيادة كامله علي مدينه دهب ثانيه مرة .
غير ان اكبر ما تميز بها حالياً هي جهود الدولة للحفاظ على مواردا الطبيعه الفريدة والحساسة وذلك بافتتاح عدة مراكز لحماية الحياة البرية والبحرية المحيطة بهذا المكان الرائع كتلك الموجودة داخل منتزه ابو جالووم البحري ووادي الرساس الواقعتان بالقرب من الشريط الساحلي وحتى عمقا داخل المناطق الداخليه للجبال مما يؤكد حرص السلطات المحلية علي سلامة الموطن الحيوي للنباتات والحيوانات المحلية النادره والمهددة بالانقراض اضافة لذلك هناك ايضا محمية نبق المنتشرة قطعآ فوق الجزر الصغيرة النائية ولكن لاتزال تحت اداراة ثلاثة تجمعات سكانية مختلفة من السكان الاصليين وهم مجموعة قبائل بدو السواركة وعسير وحويطات وهذا يعني وجود توازن اجتماعي واقليمي يدعم مصالح الجميع ويعكس مدى التنسيق فيما بين مؤسسات المجتمع المدني والنقابات العمالية الرسميه فضلا عن المنظمات الدولية المهتمة بالحفاظ علي البيئه .
وفي الختام يمكن القول بأن موقع مدينة دهب ليس مجرد نقطة جيوسياسية مهمة فحسب ولكنه أيضا مصدر إلهام وفخر لكل عشاق التصوير والاسترخاء وسط هدوء المياه الفيروزية وانعكاس الشمس الذهبى فوق سطح الماء وانتشار الشعاب المرجانية بالألوان المبهرجة والتي تعتبر جوهره اللون الأخضر والأبيض والأصفر وهناك الكثير لاستكشافه عند زيارتكم لقضاء وقت ممتع برفقه أجواء طبيعيه خلابه !
