تعد أفريقيا موطنًا لمجموعة واسعة ومتنوعة من المدن التي تتميز بتاريخ غني ومساهمات مهمة في مختلف جوانب الحياة الحديثة. عند الحديث عن "أكبر مدينة إفريقية"، فإن القاهرة تحتل هذا اللقب بشكل بارز وذلك بناءً على عدة معايير. فهي ليست فقط العاصمة السياسية للجمهورية العربية المصرية ولكن أيضاً مركزاً ثقافياً واقتصادياً حيوياً.
تأسست القاهرة خلال القرن العاشر الميلادي باسم طيبة المنصور ولعبت دوراً محورياً كمركز إداري وحضاري منذ ذلك الحين. تمتد المدينة عبر مساحة تقدر بحوالي 454 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها أكثر من 21 مليون نسمة وفق آخر الإحصائيات الرسمية لعام ٢٠٢٠ مما يجعلها واحدة من أكبر تجمعات البشر كثافة وسكانياً على مستوى العالم.
تعكس الهندسة المعمارية بالقاهرة مزيجاً فريداً من التأثيرات الثقافية المختلفة التي مرت بها البلاد عبر التاريخ بدءاً بالفترات الإسلامية حتى الاستعمار الأوروبي وما بعده. يمكن للمسافر هنا رؤية مجموعة متنوعة من المعالم البارزة مثل الأهرامات الشهيرة بمصر القديمة بالإضافة إلى المساجد والقصور الفخمة المنتشرة داخل أحياء المدينة القديمة والمعروفة محليا بـ"القاهرة الخديوية".
بالإضافة لتراثها الثري والتقاليد المحلية الغنية، تعتبر القاهرة حاليًا أحد أهم مراكز الاقتصاد المصري والعامل الرئيسي الدافع لحركة النقل التجاري ليس فقط داخليا بل أيضا خارج حدود الوطن الأم نحو أوروبا وآسيا وأجزاء أخرى عديدة حول العالم. كما أنها تشتهر بأنها مهد الفنون الجميلة والأداء المتنوع ابتداءً برسومات الجرافيتي الملونة وانتهاء بالعروض الموسيقية التقليدية وغير التقليدية والتي تجذب ملايين الزوار سنويا للاستمتاع بجمال هذه التجارب السياحية المتفردة.
وفي المجالات الأكاديمية العلمانية والدينية، تعد جامعة القاهرة وجهة رئيسية لأكثر من تسعين ألف طالب وطالبة يأتون إليها للدراسة كل عام وهي بذلك ثاني أكبر مؤسسة تعليم عالي مقرها في القارة الأفريقية بعد الجامعات الموجودة بنيجيريا مباشرة. وبالتالي، فإن المكانة المركزية للقاهرة كموقع رئيسي للتطور الاجتماعي والثقافي جعلتها تستحق حقا وصف كونها "أكبر مدينة إفريقية".
