تعد مدينة زاخو الواقعة شمال العراق جوهرة فريدة يحفظها التاريخ وتزينها الطبيعة الخلابة. هذه المدينة القديمة والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين تحمل بين جنباتها الكثير من الحكايات العريقة والأماكن ذات القيمة الثقافية والدينية. يبدأ جمال زاخو بموقعها الاستراتيجي الجغرافي عند سفح جبل قنديل الشهير مما يوفر مناظر طبيعية مذهلة تغطي المنطقة بطبقات خضر عميقة.
إن الطابع الإسلامي الغني لزاخو واضح تمام الوضوح عند زيارة المسجد القديم والمقابر الإسماعيلية التي تتوسط المدينة. يعد هذا المسجد واحدا من أقدم وأشهر المعالم الدينية ليس فقط في العراق ولكن أيضا في الشرق الأوسط ككل. بالإضافة لذلك، تضم زاخو العديد من المواقع الأثرية مثل قلعة بنهادر وكهوف حلبجة التي تعكس التنوع الثقافي والحضاري للمدينة بشكل رائع.
اقتصاديا، تعتمد زاخو أساساً على السياحة المحلية والدولية لما تقدمه من جمال طبيعي ومواقع تاريخية أثريّة. كما أنها تحتضن مجموعة متنوعة من الصناعات التقليدية المتجذرة منذ قرون، بما فيها النسيج اليدوي والحرف المعدنية وغيرها الكثير. كل ذلك يساهم في خلق حياة نابضة بالحركة داخل المدينة الصغيرة رغم بعدها نسبياً عن مراكز المدن الرئيسية.
بالرغم من أهميتها التاريخية والثقافية، إلا إن زاخو تواجه تحديات معاصرة مرتبطة بالقضايا الاجتماعية والبيئية. ومع ذلك، يبقى السكان المرحيبون والفنانين الرواد الذين يعملون بلا انقطاع على إبراز تراث مدينتهم وإدخال ابتكارات جديدة فيه دليلاً حيّاً على روح الابتكار والعزم لدى سكان الزاخاوية.
وفي نهاية المطاف، فإن زيارتك لزاخو ليست مجرد استكشاف للأماكن القديمة؛ بل هي تجربة غامرة تعرض لك روائع الماضي بينما توضح أيضاً طاقة المستقبل المتجددة لهذه المدينة الرائعة.
