تُلقب النرويج، المعروفة أيضًا باسم مملكة النرويج، بأنها واحدة من أجمل الدول الأوروبية بشواطئها المتعرجة وفيرة المنتجعات الجبلية والشعب المتسامح والمزدهر ثقافيًا. تقع هذه المملكة الواقعة في شمال أوروبا بين بحر النرويج وخليج بوتنيا وبحر بارنتس، ويغطي مساحتها البالغة 324,220 كيلومتراً مربعاً مجموعة متنوعة من تضاريس المناظر الطبيعية بما في ذلك الجبال الساحلية الشاهقة والأرخبيل المذهل للألف جزيرة وجداول مياه عميقة عميقة تسمى الفيوردات - التي تعد جزءا لا يتجزأ من تراث وثقافة هذا البلد الرائع.
وتتميز العاصمة أوسلو، التي تعتبر مركز الحياة السياسية والتجارية للنرويج، بتاريخ طويل يعود للعصور الوسطى؛ بالإضافة لذلك فهي تحتضن مجمع المعارض الوطني والمعارض الفنية الحديثة مثل متحف القصر الملكي ومتحف مونارد مفتوحان أمام العامة لإلقاء نظرة خاطفة على الفنون التاريخية والعادات الوطنية المتميزة لهذه الدولة الجميلة الواقعة عند تقاطع الطرق البحرية الدولية الرئيسية لبحر بارنتس ونهر سفولدا.
على الرغم من كونها أقل البلدان اكتظاظًا بالسكان في قارّة أوروبا، إلا أنها تتمتع بنظام حكم ملكي دستوري برلماني تجسد صورة حديثة للحكومة الديمقراطية الوحدوية؛ حيث يتمتع المواطنون بالنصيب الأكبر من القرار الحكومي عبر انتخاب مجلس النواب بشكل مباشر مرة كل أربع سنوات. ويتمثل دور الملك دوريًا كرمز لوحدة الأمة والنظام القانوني والنظام السياسي. ويرأس حاليا الملك هرالد الخامس البيت الملكي الحاكم منذ القرن العاشر ميلادي والذي يضم باقي أفراد الأسرة المالكة الذين يؤدون أدوار تمثيلية ودوريات خيرية مختلفة داخل المجتمع المدني. وعلى الجانب التشريعي فإن رئيس وزراء البلاد الحالي هو جوناس جهان ستور، الذي يشغل أعلى مكانة سياسية بعد الملك ويلعب دور رئيس السلطة التنفيذية.
أما بالنسبة للتنوع الثقافي فهو سمة مميزة أخرى لنسيج حياة هذه البلاد الصغيرة نسبيًا السكان؛ إذ يستوطن شعب سامي القدماء مناطق الشمال ويعتنقون دينهم التقليدي الخاص بهم كما يحافظون على لغتهم المستمدة من اللغة الأفريقاسيبتيقية. ولقد منح قانون فينمارك لسنة 1989 لشعب سامي درجة خاصة من الحكم الذاتي ضمن الحدود الرسمية للدولة النرويجية مما عزز استقلالهم الثقافي وتعزيز حقوق الأقليات الأخرى الموجودة هناك بدورها.
وفي مجال الاقتصاد، تعد النرويج لاعباً رئيسياً عالمياً عندما يتعلق الأمر بإنتاج النفط واستخراج الغاز الطبيعي جنبًا إلى جنب مع تصنيع المعدات البحرية والسياحة والخدمات المالية والتكنولوجيا البيولوجية وغير ذلك الكثير لتشكيل اقتصاد مزدهر يدعم كافة جوانب حياة مواطنيها بطريقة مستدامة وآمنة اجتماعيا واقتصاديا وانسانيا .
وباختصار ، فإن النرويج هي بلد جميل ذو تاريخ غني وإنجازات عظيمة حققتها حركة الاستقلال الحديثة الخاصة بها ؛ إنها بلاد تتخذ نهجًا شموليًا تجاه رفاهيتها الاجتماعية والاقتصادية والحفاظ عليها للتراث الطبيعي والثقافي الفريد الذي جعل منها وجهة مرغوبة لدى العديد ممن يرغبون باستكشاف جمال العالم النائي والاستمتاع بتجربة فريدة لن ترقى إليها غير أماكن نادرة معدودة في مختلف أرجاء أصقاع الأرض.