تُعتبر لوزيرن إحدى أجمل المدن السياحية في سويسرا الفاتنة، والتي تمتد حولها سلسلة جبال الألب الخلابة، بما فيها القمم الشاهقة لبيلاتوس وريغي. تزخر المدينة بمجموعة متنوعة من معالم الجذب السياحي التي تستحق الزيارة، بدءًا من المواقع التاريخية الغنية والعريقة وحتى المتاحف والمعارض الفنية الحديثة. تحظى وسائل المواصلات بالمدينة بتسهيلات سهلة ومريحة، حيث يمكنك الوصول إليها عبر قطارات السكك الحديدية المحلية أو حتى الطائرات، وذلك باستخدام مطار زيوريخ الدولي القريب.
كانت لوزيرن ذات يوم مركزاً هاماً لتجار القرون الوسطى بسبب موقعها الاستراتيجي عند ملتقى نهر الرويس ورويساكه. إن مشاهدتها اليوم تضفي شعورًا ساحرًا بالحنين للتاريخ القديم، خاصة عندما تقترب منها سيرًا عبر جسر كابل بروكة الشهير الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر الميلادي. يعد هذا الجسر المغطى أحد أقدم المباني الموجودة حاليًا في البلاد ويتزين بفنه الباروكي الملون.
وتشتهر المدينة أيضًا بوفرة متاحفها وثرواتها الثقافية العميقة. ومن بين تلك المؤسسات التعليمية الرائعة "متحف روسينجارت". إنه ليس مجرد مكان لعرض التحف الفنية فحسب؛ بل إنه يشكل جزءًا حيويًا من المشهد الثقافي العالمي نظرًا لجودة ونوعية ما يحتويه من قطع فنية استثنائية لفنانين عالميين معروفين أمثال بابلو بيكاسو وفنسنت فان جوخ كلودي مونيه بول غوغان وغيرهم كثيرون.
لا يفوت محبي الآثار والتراث فرصة التعرف ميدانياً على معلم بارز آخر يتمثل بنصب "النصب التذكارية للأسد" المُنحوت بشكل مذهل داخل كتلة حجرية ضخمة تكريمًا لشهداء الحرب الـ١٨٠٠ جنود سويسري قضوا نحبهم وهم يدافعون عن ملك فرنسا السابق لويس السادس عشر أثناء فترة الثورة الفرنسية الدموية منذ قرون مضت.
وأخيراً وليس آخراً، فإن زيارة "متحف بور باشا بانوراما"، وهي واحدة ضمن أهم مناطق جذب السياح بالمكان لما يقارب قرنٍ كاملاً الآن نظرا لحجم رسوماته التصويرية الدقيقة المستوحاة مباشرة مما خلفه المؤرخ إدوارد كستر بعد انقضاء أيام عصيبة شهدها البلد جسّدها برسم صور الأشخاص والأحوال الاجتماعية المختلفة وفق رؤية فنية خلّاقة تصحب الناظرين عيش التجربة بكل تفاصيلها المثيرة للإعجاب حقًا! إنها بالتأكيد رحلة ممتعة وفكرية ستترك لدى المرء ذكريات جميلة وعبر بعض المسافات الزمانية والمكانية الفريدة من نوعها.
