يقع قصر عمرة، المعروف أيضًا باسم "القصر الصحراوي"، في الجزء الشمالي الشرقي من الأراضي الأردنية. هذا الموقع الاستراتيجي يعطي القصر مكانته الفريدة بين المباني التاريخية الأخرى. يبعد القصر حوالي 110 كيلومترات شمال شرق مدينة عمان، عاصمة المملكة الهاشمية الاردنية.
تم تشييده خلال فترة حكم الخليفة الوليد بن عبد الملك، أحد خلفاء الدولة الأموية، ما بين العامين 705 إلى 715 ميلادية. يتمتع هذا البناء بميزات معمارية متفردة تعكس براعة وفنون العمارة الإسلامية آنذاك. يشكل القصر كتلة مستطيلة تضم ثلاث رواقات رئيسية مدعومة بأعمدة شاهقة، وكل واحدة منها مزينة بسقف منحني الشكل يشبه الأقواس الدائرية النافرة. أما مركز هذه الرواقات الثلاث فهو عبارة عن غرفة كبيرة مفصولة بدعامتين ضخمتين تؤديان دور المساند الجانبي لها. داخل الغرفة الرئيسية، يمكن رؤية نقوش وزخارف بارزة تتضمن تصاوير متنوعة للحياة الريفية بما فيها أعمال الصيد التقليدية والساحرة للعين بالإضافة للزخارف المنحوتة بشكل معماري مميز.
تبرز اهميته أيضا بسبب الجماليات الجمالية للجدران والرسومات المصنوعة يدوياً والتي قام بتسجيلها العالم النمساوي آليوس موسيل عام ١٨٩٨ م. حيث نجد عليه رسم توضيحي مفصّل لحياة dwellers بالقرب منه والتي قد تكون مصدر إلهام لهؤلاء الفنانین المحترفين الذين عملوا هنا قبل اكثر من ألف سنة مضت! هناك مجموعة أخرى مثيرة للاهتمام وهى الصور المتعلقة بالإمبراطوريات المنافسة للإسلام مثل صورة للإمبرطور البيزنطي والإمبراطور الأخميني وكذلك اثنان آخران يُشار إليهما بأنهما ملكيه الهند والصين - رغم عدم تأكد ذلك تماماً حتى الآن-.
على خلاف بعض الأعمال الأخرى ، فقد تم تصوير المشاهد النسائيه بحرية اكبر ضمن عناصر التصاميم الداخلية مما يكشف الكثير حول الثقافه والتقاليد المجتمعيه لهذه الفترة . وقد شغل تركيباته السقف بانشاء نوافذ مصنوعة من الزجاج الملون وأعمال الفسيفساء الذّهبيه لتزيد من جماله وجاذبیہ أمام زوارہ یومیّاً وفي جميع المواسم . لذا يمكن اعتبار قسم عمره ليس مجرد موقع أثري فقط بل متحفا حيّا يحكي قصة حضارتنا المشرقة عبر القرون عبر فنونه وروائحه وعلمه الواضح بلا شك !
