جزر ماديرا: جوهرة الطبيعة البرتغالية في قلب المحيط الأطلسي

التعليقات · 0 مشاهدات

جزر ماديرا، تلك الرقعة الخلابة من الأرض التي تتلألأ في المياه الزرقاء الهادئة للمحيط الأطلسي بنسائم وديع منها وروائح غنية بالعطور، تعد واحدة من أجمل ا

جزر ماديرا، تلك الرقعة الخلابة من الأرض التي تتلألأ في المياه الزرقاء الهادئة للمحيط الأطلسي بنسائم وديع منها وروائح غنية بالعطور، تعد واحدة من أجمل المواقع السياحية في العالم. هذه المجموعة الرائعة من الجزر، الواقعة في شمال غرب القارة الأفريقية، تحت مظلة دولة البرتغال الحنونة، تشكل معجزة طبيعية فريدة تركت بصمة عميقة ليس فقط على خريطة العالم الجغرافية ولكن أيضاً على قلوب كل من قد وطأت أقدامهم أرضها.

تعد جزيرة ماديرا نفسها الأكبر في هذا القوس الجميل، حيث تمتد لمساحة تقدر بحوالي 741 كيلومتراً مربعاً، بينما تأتي جزيرة بورتو سانتو خلفها مباشرةً مساحياً، بـ 42.17 كيلومتراً مربعاً. لكن رغم الاختلافات في المساحات، فإن كلا الجزيرتين يشتركان في جمال خلاب تعكس فيه الشواطئ الحمراء الصافية والقمم البازلتية النائية سحر الحياة البركانية التي شكلتهما قبل ملايين الأعوام.

تشهد لغة البرتغالية هويتها الثقافية الرئيسية هنا، ومع ذلك، هناك أصوات أخرى تكسر رتابة الضوضاء اليومية - صوت اللهجة الأستورية المحلية. أما بالنسبة للسكان الذين يفوق تعدادهم الآن 245,806 فرداً، فهم يتميزون بكثافتهم السكانية المرتفعة مقارنة بالمعدلات الأوروبية والقارية الأخرى، خاصة حول المناطق الساحلية الجنوبية للجزر. وهذا الديموغرافيا يعكس تنوعاً ثقافياً مذهلاً؛ فعلى الرغم من كون أغلبية السكان متدينين بممارسة العقيدة المسيحية الرومانية الكاثوليكية التقليدية، إلا أنه يوجد أيضاً مجتمع صغير ولكن مهم ومتنوع تضم جنسيته العديد من البلدان بما فيها البرازيل إضافة إلى وجود أقلية مسلمة تُقدَّر بحوالي ألف شخص يحتفلون بدينهم الإسلامي عبر جامع صغير ذو موقع مميز وسط عاصمة البلاد "فوشال".

وتُظهر اقتصاد الجزيرة الاعتماد الكبير والسياحي واضحا تمام الوضوح. فهي وجهة محبوبة طوال السنة نظرًا لموقعها المناخي المعتدل المنعم بسماء مشمسة واضحة جعلتها هدفًا جذابًا للغاية لحشود السائحين الآتين من جميع أنحاء القارة الأوروبية بحثًا عن الخصوصيات والاسترخاء والاستكشاف. ولم يكن الأمر مفاجأة حين لاحظنا تواجد العديد ممن هم أثرياء ومشاهير عالميون مثل الملك تشارلز الأول والإمبراطورة سيسي خلال رحلات استكشافية جميلة لهذه المنطقة الخلابة ذات التاريخ الطويل.

ويرتكز الاقتصاد أيضًا بشكل أساسي على القطاع الزراعي الذي يعد جزءا أساسيا منه; فسكان الجزر يعرفون جيدًا الفنون القديمة الخاصة بزراعة العنب الخميري بالإضافة لإبداعاتهم المشهورة بتقديم أنواع مختلفة للنبيذ والفواكه الصحية كالبرتقال الأحمر والحمضيات والعسل الإقليمي الشهير جدا . كما أنها مصدر رئيسي للتوابل والتوابل الاستوائية والنباتات التجارية المثمرة الأخرى كتلك المستوحاة من شجرة جوز الهند المثمرة والبنجر الطازج المغروس حديثا . كل تلك المنتجات الغذائية تضيف لمسات رائعة لأطباق المطاعم المحلية وبالتالي يتم تسويقها خارج الحدود ضمن نظام التجارة العالمي بكل سرور أيضا .

وفيما يتعلق بالأعياد الوطنية الرسمية ، فقد خصصت الحكومة أيام عطلة سنوية عدة أهمها احتفال رأس السنة الجديدة وحلول الربيع وبعدها عيد استقلال البلد وفي نهاية الصيف يأتون شهر أكتوبر لتذكر ذكرى تأسيس الجزر ثم ينطلق الاحتفالات مرة اخرى لعيد القديسة أمنا العذراء وكذلك إحياء مرور فترة مدتها ثلاثة قرون على ظهور مذبح السيد المسيح وما أعقب ذلك مباشرة وهو موسم انتهاء العام الدراسي المدرسى انتظارا لقضاء اجازات العام المديد..

التعليقات