- صاحب المنشور: عبد القدوس الجزائري
ملخص النقاش:في عالم اليوم الذي يتزايد فيه الوعي البيئي وأهمية الاستدامة، تتجه العديد من الدول نحو اعتماد طاقة نظيفة ومتجددة لتلبية احتياجاتها من الكهرباء. هذا التحول يواجه مجموعة من التحديات الرئيسية التي تحتاج إلى معالجة فورية لضمان توسع ناجح وانتشار واسع لهذه التقنية الخضراء. من بين هذه التحديات الرئيسة هي الكلفة الأولية العالية للتكنولوجيا الخاصة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يعيق الوصول إليها بالنسبة للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. بالإضافة إلى ذلك، هناك قضية توازن شبكات الكهرباء، حيث تتطلب تقنيات الطاقة المتجددة نظامًا كهربائيًا متطورًا يمكنه التعامل مع الطلب المتغير على مدار الساعة.
الكلفة والعوائق الاقتصادية
تكمن أحد أكبر العقبات أمام انتشار الطاقة المتجددة في تكلفة بناء وتشغيل المحطات الحرارية الجديدة والمعدات اللازمة لها مثل ألواح الطاقة الشمسية ومزارع توربينات الرياح. رغم انخفاض مستويات هذه الأسعار عبر الزمن بسبب زيادة المنافسة والتقدم التكنولوجي، إلا أنها تبقى أعلى بكثير مقارنة بطرق الإنتاج التقليدية مثل الفحم والحجر النفطي. ولا تزال بعض البلدان غير قادرة على تحمل هذا الحمل المالي الكبير خاصة تلك التي تعاني بالفعل تحت عبء الدين العام أو الأزمات المالية الأخرى.
تُظهر الدراسات أن دعم الحكومة بموجب سياسات حوافز ضريبية واستثمارات عامة قد يساعد في خفض تكلفة الشراء والاستخدام النهائيين للعملاء الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. كما يمكن للحكومات أيضًا المساهمة في تمويل مشاريع الطاقة المتجددة الضخمة التي تخدم قطاعات واسعة من السكان.
تأثيرات الشبكة الكهربائية
تعمل محطات الوقود الأحفوري كمصادر ثابتة للكهرباء لأن إنتاجها يتميز باستقلاله عما يحدث خارج حدود المحطة نفسها - فهو مبنيٌ أساساً على الاحتراق الداخلي للمواد الكيميائية داخل الأنابيب المعدنية. بينما تعمل محطات توليد الكهرباء المعتمدة على أشعة الشمس والرياح حسب مداخيلها الطبيعية؛ وهذا يعني أنها تعتمد بشكل مباشر على الظروف الجوية وعوامل أخرى خارجية عن سيطرتنا. إن دمج هذه المصادر المتغيرة قد يشكل مخاطر كبيرة وستكون هناك حاجة لاتخاذ إجراءات وقائية لحماية النظام الكهربائي ضد التذبذب والإغلاقات المفاجئة.
يمكن حل جزء كبير من المشكلة بإدخال المزيد من المرونة داخل بنى البنية التحتية القائمة لتحقيق قدر أكبر من القدرة على تكييف حجم الإنتاج وفقا للاحتياجات اللحظية للشبكة. كذلك فإن تطوير أنظمة تخزين أكثر فعالية وكفاءة سوف يساهم أيضا في الحدّ من الآثار السلبية الناجمة عن عدم ثبات مستوى الإمداد بالأمواج الكهرومغناطيسية.