تقع جورجيا، التي تعتبر واحدة من الوجهات السياحية الأكثر جاذبية في العالم، بين أوروبا وآسيا وتشتهر بتاريخها الغني والثقافي المثير للاهتمام بالإضافة إلى جمالية طبيعتها الخلابة. تتمتع هذه الدولة الصغيرة بموقع استراتيجي يوفر لمحة فريدة عن الثقافات والتأثيرات المختلفة عبر التاريخ.
تاريخياً، كانت جورجيا موطنًا لأولى الحضارات البشرية منذ أكثر من مليون سنة قبل الميلاد. وقد تركت العديد من القطع الأثرية التي تعود إلى العصر البرونزي دلائل قوية على الحضارة الجورجية القديمة. خلال القرون الوسطى، برز ملكوماً مثل وانانيس وباختريس كدول مستقلة وعظمت تأثيرهما بشكل كبير. حتى القرن الخامس عشر، ظلت جورجيا جزءاً أساسياً مما يعرف الآن باسم الإمبراطورية العثمانية والإيرانية. ومع ذلك، فقد تمكن شعبها من المحافظة على هويتهم الوطنية وحافظوا على تقاليدهم ولهجتهم الخاصة بهم.
ثقافيًّا، تعد جورجيا مزيجًا غنيًا ومتنوعًا من التأثيرات الشرقية والأوروبية. اللغة الرسمية هي الجورجية والتي تستخدم أيضًا في الكتاب المقدس الجورجي القديم والذي يُعتبر رمزًا مهمًا للحفاظ على الهوية الدينية والثقافية للشعب الجورجي. الموسيقى الشعبية والجورجية الكلاسيكية لها مكان بارز أيضاً ضمن التراث الفني للبلاد. تشتهر المطابخ الجورجية بالأطباق الشهية والمبتكرة باستخدام المنتجات المحلية الطازجة مثل النبيذ والدقيق والحبوب والخضروات والفواكه.
أما بالنسبة للمعالم السياحية، فإن جمال جورجيا الطبيعي يستحق الزيارة حقًا. تضم البلاد مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية بدءا من سلاسل جبلية شاهقة مثل القوقاز وجبال كاخيتي وصولا إلى أنهار خلابة ومياه زرقاء شفافة تخطف الأنفاس عند بحيرة تبليسي وغيرها الكثير حول العاصمة تبليسي نفسها ذات الهندسة المعمارية الرائعة والمعابد التاريخية الكاثوليكية والكنائس البروتستانتية والقصور الملكية والقصور النبلاء التقليدية. كل هذا يشكل مشهدا جذابا لجذب محبي المغامرة والسائحين الذين يسعون لاستكشاف ثقافات عريقة وهندسة معمارية رائعة وسحر الطبيعة.
