مشروع "جزر العالم"، الواقع قبالة ساحل دبي, يتربع كأكبر تجمع للجزرات اصطناعية بالعالم؛ حيث يشكل لوحة فسيفساء جغرافية فريدة تغطي مساحة هائلة بإجمالي ثلاثمائة جزيرة صغيرة. وعلى الرغم من عدم استخدام مواد تقليدية مثل الخرسانة أو الحديد في إنشاء هذه التحفة العمرانية، فقد اعتمد المهندسون بدلاً منها على مليوني متر مكعب من الرمل ونحو ثلاثين مليون طن من الأحجار البازلتية لتحقيق حلم هذا المشروع الضخم.
تتنوع أسعار هذه الجزر حسب الموقع والتجهيزات المتاحة، بدءاً بخمسة عشر مليون دولار أمريكي وصولاً إلى خمسين مليوناً، مما جعلها وجهة مرغوبة للأثرياء والعائلات الملكية ورؤوس المال حول العالم. ومع ذلك، فإن بعض الجزر تواجه تحديات مستمرة مع الظروف الطبيعية للمحيط مما يستوجب تدابير احترازية لمنع الغرق.
وبالرغم من مرور أكثر من عقد منذ بداية العمل بهذا المشروع الكبير، فقد اكتمل حتى الآن ثلاث جزر فقط. أولى تلك الجزر كانت جزيرة تشبه شكل دولة لبنان، والتي اشتراها رجل أعمال هندي يدعى وكيل أحمد مقابل ٢۳٫۲۴۰ ألف درهم إماراتي، ثم استثمر فيه لاحقا ما مقداره ۸۵۸۰۰ ألف درهم لبنائها بما تحتويه من نادي خاص ومرافقه المختلفة المطاعم والمقاهي. جاء بعدها مباشرةً ما يعرف بـ"جزيرة عشاق الحب"، والتي تحتوي على منتجع فاخر بالإضافة لمسجد مذهل بني تحت سطح المياه. أما آخر تلك الجزر فهو جزء خصصه مؤسس الإمارات حاكم دبي السابق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لنفسه وهو مشابه لجغرافيا جرينلاند.
وتعد جزر العالم مثالا بارزا لكيفية الجمع بين الفن الإبداعي للهندسة البشرية والحاجة الملحة للاستدامة البيئية وصيانة النظام الطبيعي للحفاظ عليها لأجيال قادمة.
