يشهد تاريخ الجزيرة المتنوع عدد سكان قبرص تغيرات ملحوظة منذ القدم حتى يومنا هذا. تُعد قبرص، الواقعة وسط حوض البحر الأبيض المتوسط، موطنًا للتنوع الثقافي والعرقي بسبب موقعها الاستراتيجي وميراثها التاريخي الطويل. وقد أدت هذه الظروف الطبيعية والتاريخية المعقدة دوراً رئيسياً في تشكيل تركيبة السكان الحاليين في الجزيرة المنقسمة.
وفقاً لأحدث البيانات المتاحة، فإن تعداد سكان قبرص يُقدر بحوالي ١,٢ مليون نسمة حسب تقديرات ٢٠٢٣. يتم تقاسم هذه الكثافة السكانية التي تصل إلى حوالي ١٤٩ شخص/كم² بين منطقتَين مستقلتين داخل الجزيرة: المنطقة اليونانية والقبارصة الأتراك الذين يعيشون شمال بيرا.
في الواقع، يمكن تعقب جذور الانقسام السياسي لسكان قبرص إلى فترة تاريخية مؤلمة وقعت خلال السبعينات. فقد أدى تدخل تركيا عسكرياً ودعم استقلال شمالي الجزيرة عام ١٩٧٤ إلى خلق وضع جديد فرض فيه الحدود السياسية خطوط فصل واضحة بين المجتمعات السكانية المختلفة أساساً عرقيًا وثقافيًا. وبالتالي أصبح نصف الجزيرة تحت سيادة جمهورية قبرص ذات الأغلبية اليونانية والنصف الآخر منطقة غير معترف بها دوليًا تعرف بدولة قبرص الشمالية التركية.
إن فهم ديناميكيات التحولات الديموغرافية لقبرص أمر بالغ الأهمية لفهم التعقيدات السياسية والاجتماعية التي خلفتها أحداث الماضي البعيد والقريب والتي أثرت بشدة على نمط حياة شعب الجزيرة اليوم. وإلى جانب الحقائق الرقمية حول التعداد السكاني للأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية، يعد التأمل في قصة كيف شكل هؤلاء الأشخاص مجتمعهم الخاص دراسة مثيرة للاهتمام لمستقبل العلاقات الإنسانية وحل النزاعات طويلة المدى بين الشعوب المضطربة.
