تُعد جزيرة ديلوس واحدة من أهم المواقع الأثرية في العالم القديم، حيث تحتل مكاناً استراتيجياً بين اليونان ومصر وليبيا الحديثة. تَقع هذه الجزيرة الصغيرة ضمن مجموعة جزر سيكلاديز في بحر إيجه، قبالة ساحل تركيا الغربي مباشرةً. تُعرف أيضاً باسم "دوليس"، وهي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد لتكون مركز عبادة مهم للإله أبولو لدى الإغريق القدماء.
تتميز جزيرة ديلوس بموقعها الفريد الذي جعل منها نقطة تقاطع رئيسية للتجارة والتبادل الثقافي عبر القرون. فبينما تعتبر اليوم جزءاً من جمهورية اليونان، كانت لها تاريخ طويل كمركز تجاري واقتصادي حيوي خلال حقبة البحر المتوسط القديمة. وقد ارتبط هذا الموقع التاريخي ارتباط وثيق بالأساطير والإنجازات الأدبية والفنية للشعب اليوناني القديم.
على الرغم من صغر مساحتها -حوالي سبعة كيلومترات مربعة فقط- فإن الدلائل الأثرية تشهد على ازدهار حضارتها وتعاقب الحضارات عليها منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الفتح الروماني والعثماني لاحقاً. يعكس متحف ديلوس ومعبد أبولو وهياكل أخرى وجود ثقافات مختلفة تركت بصمتها هنا، بدءاً بالأيونيّين والمينويّين وانتهاءً بالإغريق والكورنثيين وغيرهم. إن زيارة الجزيرة تعني فرصة فريدة لاستكشاف عالم الماضي بكل تفاصيله الزاهية والمعقدة.
إن غنى تراث الجزيرة الثقافي والأثرى يجعلها وجهة أساسية لكل محبي التاريخ والدراسات الآثارية حول العالم. كما أنها تلعب دوراً بارزاً في النسيج السياحي المحلي بشكل عام وجذب الاهتمام العالمي خاصة بالمواقع التاريخية اليونانية التي تزخر بها البلاد.