التوزيع الديموغرافي للسكان في دولة الكويت: تحليل وتوقعات

التعليقات · 0 مشاهدات

تعد جمهورية الكويت إحدى الدول الرائدة في منطقة الخليج العربي والتي تشهد تغيرات ديموغرافية مهمة تستحق الدراسة والتأمل. وفقاً لآخر الإحصائيات الرسمية ال

تعد جمهورية الكويت إحدى الدول الرائدة في منطقة الخليج العربي والتي تشهد تغيرات ديموغرافية مهمة تستحق الدراسة والتأمل. وفقاً لآخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء بدولة الكويت، بلغ عدد سكان البلاد نحو 4,789,291 نسمة حتى نهاية عام ٢٠٢٢ ميلادية. هذا العدد يشمل المواطنين الكويتيين بالإضافة إلى المقيمين غير المواطنين ("الوافدين") الذين يلعبون دورًا حيويًا في الاقتصاد المحلي عبر تطبيقات عديدة مثل الأعمال التجارية والبناء والصناعة وغيرها الكثير.

يُعتبر التركيب العمري أحد المؤشرات الرئيسية التي تعكس حالة المجتمع وأفق المستقبل له؛ فمن الجدير بالذكر أنه ووفق نفس المصدر الرسمي فإن نسبة الشباب تتجاوز الثلثين تقريبًا بين مجموع السكان، مما يعكس إمكانات تنمية بشرية هائلة وقدرة كبيرة على التعلم والإبداع. بينما تشكل الفئة العمرية ما بين ٦٥ سنة فأكثر أقل من ١٠٪؜ فقط من إجمالي تعداد البلد الجغرافي والسكاني. ويترتب على هذه النسبة انعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية والفنية أيضًا، بما فيها متطلبات التعليم والدعم الصحي والمرافق العامة الأخرى المرتبطة كل منها بالحاجة المتزايدة لتوفير فرص العمل المناسب مع ضمان تقديم الرعاية الصحية اللازمة لفئات كبار السن ومحدودي الحركة بشكل خاص.

ومن الناحية الجنسية، تعد نسبة الرجال أعلى قليلاً مقارنة بنساء الدولة بسبب طبيعة الوظائف التقليدية التقليدية لسكان هذه المنطقة والعوامل التاريخية والثقافية ذات التأثير الكبير عليها منذ عقود مضت. وعلى الرغم من ذلك فقد شهد القرن الحالي تقدم ملحوظ لحقوق المرأة وحصولها على المزيد من الفرص داخل سوق العمل الخارجي وكذلك المؤسسات الحكومية المختلفة مثل المجالس التشريعية والحكومات المحلية المنتخبة حديثا نسبياً. ومن هنا يمكن ملاحظة التحولات الديمغرافية الواضحة تجاه مزيدٍ من مساواة النوع الاجتماعي وتعزيز مشاركة النساء في مختلف نواحي الحياة اليومية وبما ينتج عنه زيادة فعالة لقوة القوى العاملة الوطنية وتحسين مستوى الأداء الكلي للاقتصاد الوطني ككل إن شاء الله تعالى.

وفي النهاية يجدر بنا التأكيد بأن ديناميكية نمو المدن والشوارع الجديدة فضلا عم النمو الطبيعي لشباب الوطن هي عوامل مؤدية للتغير مستقبليا سواء بالنسبة للمؤسسات الخدماتية والمجتمع المدني أم لدى الهيئات والمكاتب الطبية المعنية برعاية المسنين وغير قادرين حركيًا. ولذلك سيكون الاستعداد الاستراتيجي لكل الاحتمالات والأرقام المستقبلية هو المفتاح لإدارة تلك الخطوات المقبلة نحوا مستقبل أكثر تصميم وابداع لكافة أبناء الوطن الغالي تحت مظلة قيادة رشيدة دائما تدفع عجلة نهضة الأمجاد مجدا بمجد .

التعليقات