سويسرا، الفيدرالية الأوروبية ذات النظام الرئاسي الفريد، تتمتع بتاريخ غني ومجموعة متنوعة من الثقافات واللغات. هذه الجمهورية الهادئة والمتميزة تلفت الانتباه ليس فقط بسبب تضاريسها الأخاذة وجبالها الرائعة بل أيضاً بشعبها المتنوع. وفق آخر الإحصاءات الرسمية لعام ٢٠٢٣، يصل تعداد سكّان سويسرا إلى حوالي ٨,٧٦٤ ألف نسمة. هذا العدد يشهد زيادة مستمرة نتيجة لمعدل الولادات المرتفع والتغيرات الديموغرافية الناجمة عن الهجرة.
على مستوى المدن، فإن زيورخ والتي تعد مركز الأعمال والثقافة الرئيسي في البلاد تحتل المركز الأول كأكبر مدينة بالسكان بعدد يصل تقريباً إلى ١٫۵ مَليون ساكن. بينما تحتل جنيف المرتبة الثانية مع نحو ۱٫۰۲۳٬۰۰۰ ساكن. إن موقع سويسرا الجغرافي الذي يحيط به عدة دول مثل ألمانيا والنمسا وإيطاليا وفرنسا يعطيها تنوعاً ثقافياً ولغوياً واسعا. فبالإضافة للإنجليزية والفرنسية والألمانية -التي تعتبر اللغات الوطنية الرئيسية- هناك اللهجة الرومانشية التي تُستخدم محليا في بعض مناطق شرق البلاد وجنوبها الشرقى.
من ناحية الدين، يتميز المجتمع السويسري بأنه علماني بدرجة عالية. رغم عدم وجود دين رسمي للدولة إلا أن معظم الشعب ينتمون إلى الطوائف المسيحية سواء كانوا بروتستانت أم كاثوليك. حسب البيانات الأخيرة، يصل نسبة المؤمنين بالدين الكاثوليكي لحوالي ۴۱٫۸٪ ونسبة الآخرين البروتستانتيين تساوي ۳٥٫۳٪. لكن الجدير بالذكر هنا هو انخفاض معدلات التصديق بالمؤسسات الدينية الحديثة مما أدى لتزايد نسب الأشخاص غير المعلنين لدين معين والتي بلغت ۹%.
وتظل السياحة قطاعاً هاماً يساهم بكفاءة في الاقتصاد الوطني حيث تشتهر سويسرا بمواقع سياحية فريدة ليست فقط لأنواع الرياضات الشتوية المعتادة وإنما أيضا بسبب جمال طبيعتها المذهلة عبر جميع المواسم السنوية. قلعة "شيون" الشهيرة وجبل ماترهورن الأشهر عالميًا هما مثالان بارزان لجذب الزوار والسائحين إليها باستمرار. كما يستقطب متنزهان اثنان صينييان رئيسيان وهو "بحر البحارات السبعة" الواقعة جنوب غرب برن وكذا حديقة ريغنسبورج فى شمال شرق بازل العديد من عشاق المغامرات البرية الذين يأتون لرؤية عجائب الطبيعة المختلفة هناك مباشرة عينك عينك!
وفي النهاية، تبقى دولة سويسرا واحداً من الدول الأكثر رواجاً وزيارةً حول العالم لما تحفل به من تراث ثقافي متفرد وفلكلور تاريخي راسخ بالإضافة لكونها ملاذا آمنا للاستقرار والعيش الآمن لكل من اختاره وطن لهم ولو مؤقتاً هكذا كونه رمزاً لقوة الوحدة وسط اختلاف الأعراق وانتماءاتها الحضارية المتغايرة بشتّى طرقهَا وظروفھا المتفاوتة .
