معلومات تفصيلية عن حجر رشيد: التراث التاريخي والثقافي

التعليقات · 0 مشاهدات

حجر رشيد، الذي يتمتع بمكانة بارزة في عالم الآثار والحفريات، يحكي قصة مهمة عن عبقرية الإنسان والتاريخ المشترك بين الشرق والغرب. سمِّي باسم مدينة رشيد ا

حجر رشيد، الذي يتمتع بمكانة بارزة في عالم الآثار والحفريات، يحكي قصة مهمة عن عبقرية الإنسان والتاريخ المشترك بين الشرق والغرب. سمِّي باسم مدينة رشيد المصرية، وتم اكتشاف هذا الحجر تحديدًا عام ١٧٩٩ خلال فترة الاحتلال الفرنسي لمصر. يعود تاريخه إلى العام ٢٠٠ قبل الميلاد تقريبًا، عندما نشره الكهنة تكريمًا لملك البطالمة "بطليموس الخامس" بعد مرور ثلاثين عامًا على حكمه.

يتميز الحجر بنقوشه المتنوعة عبر ثلاثة أقسام أفقيّة. القسم الأول محفور بخط الهيروغليفي المصري القديم، والقسم الثاني مكتوب بلغتهم الديموتيكية المستخدمة آنذاك، أما القسم الأخير فهو بالألفباء الإغريقية القديمة. يتضمن النص أكثر من خمسة وأربعين سطرًا مماثلًا في مضمونه لكن مختلف بعض الشيء فيما بين الأقسام المختلفة.

إن الترجمة لهذه الوثيقة تعكس مدى التعقيد السياسي والاجتماعي آنذاك. فهي تصف مراسم الاحتفالية لتولي ملكٍ جديد وتعظيمه أمام آلهة قديمة مثل رع وإيزيس وسوتيخ. كما تقدم صورة واضحة لدور رجال الدين وكهنتهم البارزين الذين لعبوا دوراً محورياً في إدارة شؤون المملكة ضمن نظام ديني متعدد الطوائف.

وبالنظر لأهميته الاستثنائية كمصدر مرجعي لفك طلاسم اللغة الهيروغليفية، فإن مكان احتفاظه حالياً بالمكتبة البريطانية يعد رمزاً للتنافس الثقافي العالمي وحالة الاحتفاظ بالتراث الإنساني خارج موطن أصله. رغم جهود الحكومة المصرية المستمرة لإعادة الحجر منذ عقود طويلة، إلا أنه ظل جزءاً أساسياً من مجموعات المتحف حتى الآن. بذلك، أصبح رمزاً ليس فقط للأدب والفلسفة الغربي خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وإنما أيضا لقصة رحلة الاكتشاف والحفاظ على تراث البشرية جمعاء.

التعليقات