تعدّ مملكة البحرين، الواقعة في الخليج العربي، واحدةً من أصغر الدول العربية من حيث المساحة؛ إذ يبلغ إجمالي مساحتها نحو 765 كيلومتر مربع فقط. ومع ذلك، فإن طبيعتها الفريدة والموقع الاستراتيجي لها دور بارز في تشكيل هويتها المتنوعة. تُقسم هذه الدولة الصغيرة إلى ثلاث محافظات رئيسية هي المحافظة الشمالية، ومحافظة العاصمة، والمحافظة الجنوبية، وتتميز كل منها بتضاريس وبيئات طبيعية مختلفة تضيف ثراءً لتاريخ وحضارة البلاد الغنية.
وعلى الرغم من محدودية مساحتها، إلا أنها تتمتع بشريط ساحلي طويل يمتد لأكثر من 161 كم، يشكل شبه جزيرة صغيرة مع جزيرتين صغيرتين وهما جبل الدخان وجزيرة الشمالية. هذا الشريط الساحلي مهم جداً للمملكة لما يحمله من أهمية اقتصادية وسياحية هائلة بالإضافة لدور الاساسي كبوابة للوصول إلى قلب المملكة عبر جسور وطرق بحرية متقدمة.
معظم أراضي البحرين عبارة عن صحاري ممتدة تغطي حوالي %99 منها، بينما تتمركز المناطق الزراعية والسكانية حول الأنهار الموسمية والبحيرات الداخلية الضحلة مثل ونظرًا لقربها من العراق وإيران والخليج العربي، فقد تأثرت ثقافة وعادات وعادات الشعب البحريني بشكل كبير بهذه العوامل البيئية والتاريخية المشتركة مما خلق تنوعا غنيا يفوق بكثير حجم حدود أرض البلد.
إن فهم التسلسل التاريخي والجغرافي لمملكة البحرين ضروري لفهم ديناميكيات مجتمعاتها المحلية وماضيها المجيد وتطور حاضرها المستقبلي أيضا. إن تاريخ حضارتها القديمة المكتشف حديثاً وخاصة في دلمون، مثال جميل للتراث الثقافي الثرى لهذه المنطقة التي كانت مركز تجاري وثقافي حيوي منذ آلاف السنين قبل الميلاد.
وفي نهاية المطاف يمكن القول بأن حجم مساحة بلد ما ليس مؤشراً حاسماً لهويته وإنما عوامل أخرى أكثر دقة تؤلف شخصيته السياسية والثقافية والدينية أيضاً بحسب موقعه العالمي وتاريخ شعوبه وأحداث الماضي المؤثرة فيه وبالتأكيد هنا دور رائع للعلاقات الدولية المتوازنة لتحقيق نهضة مشرفة تعكس قدرات الشعوب والإمكانيات الموجودة فيها رغم الصعوبات الظاهرية.