تعتبر دراسة أكبر الجزر حول العالم رحلة مثيرة عبر مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية والموارد الطبيعية الغنية والحياة البرية الفريدة. هذه الجزيرة الأكبر ليست مجرد مساحة واسعة، بل هي قوة اقتصادية مهمة ذات إمكانيات هائلة للتنمية المستدامة والصناعة السياحية. سنستعرض هنا بعض الأبعاد الرئيسية لهذه الجزيرة العملاقة وأثرها الكبير على البيئة العالمية والتفاعلات البشرية.
- جزيرة غرينلاند: عملاق شاسع تحت الثلج والأنهار الجليدية
يحتل القطب الشمالي موقعاً فريداً بصفته موطن لأحد أكبر الجزر في العالم، وهي جرينلاند. تغطي حوالي 84% من سطحها الضخم كتلة ضخمة من الجليد والعظمة الجليدية التي تعكس جمالاً طبيعيًا يثير العجب والاستغراب. رغم أن معظم سكانها البالغ عددهم نحو 56,500 نسمة يعيشون بالقرب من الشواطئ الدافئة نسبيًا، إلا أنها تعتبر مكانًا رائعًا لمراقبة الظواهر المتغيرة باستمرار للنظم البيئية القطبية. تمتلك غرينلاند أيضًا العديد من المعادن الثمينة مثل الرصاص والنيكل والكوبالت والتي قد تشكل مستقبل النمو الاقتصادي بالمنطقة.
- نيوفاوندلاند ولابرادور: خزان الحياة البحرية الوفير ومركز الصيد البحري العالمي
إن نيوفاوندلاند ولابرادور في كندا هما مثال آخر لاحتلال مرتبة متقدمة بين أكبر الجزر بالعالم؛ فهي تتمتع بثراء بيولوجي وبحر حيوي يعد بلا شك أحد أهم مصادر رزق السكان المحليين منذ قرون مضت. توفر المياه الفيروزية المحيطة بها فرص استثنائية لصيد الأسماك والسياحة المرتبطة بذلك المجال، بما فيها مشاهدة الحيتان وتجربة مغامرات الرياضيين المغامرة في الهواء الطلق. بالإضافة إلى ذلك، تعد المنطقة مركزًا رئيسيًا لتكرير النفط ومعالجته بسبب تواجد حقول نفط قبالة سواحلها مباشرةً مما يكسبها مكانتها كلاعب محوري في سوق الطاقة الدولية.
- بورنيو: ثاني أكبر جزيرة في العالم والثروة الحيوانية النادرة
على الرغم من كون بورنيو أصغر حجماً مقارنة بجيرانها الشماليين، فإن تنوعها النباتي والحيواني يدفعها لأن تكون وجهة عالمية تستحق الزيارة نظرًا لما تحتويه من نوعيات نادرة وغريبة. تتشارك ماليزيا وإندونيسيا وجزء صغير تابعة لإقليم صباح الماليزي هذا الفرع الاستوائي الأكثر جاذبية والذي يتميز بتنوعاته الحيوية الفريدة غير الموجودة بأجزاء أخرى كثيرة حول globe . علاوة عما تقدمه من موارد طبيعية وفيرة كالأخشاب والمعادن وغيرهما، فقد اتجهت الحكومة مؤخراً نحو تطوير قطاع السياحة البيئية حفاظاً على تراثها الثقافي الغني وتعزيزاً له.
وفي الخلاصة، إن كل واحدةٍ منها لديها القدرة على التأثير بشكل كبير على المشهد الإقليمي والدولي فيما يتعلق بالحفظ البيئي والإدارة الأمثل للموارد، وكذلك دورها الرئيسي كمراكز ثقافية واقتصادية ناشطة تساهم بدور فعال في رسم خارطة طريق جديدة للعالم الحديث ومُستقبله الواعد بإذن الله تعالى!