تقع محافظة هروب جنوب غرب المملكة العربية السعودية، تحديداً في الجهة الشرقية لمنطقة جازان. تمتد هذه المحافظة عبر مساحة شاسعة تقارب ١٨ ألف كيلومتر مربع، تحدها من الشمال محافظة الريث، ومن الجنوب قبيلة بلغازي، ومن الغرب بني صهيف (التابعة لمحافظة الدائر) وكثير من القبائل مثل عبس والحسيني، بينما يشكل جبال الحشر حاجزًا طبيعيًّا لها نحو الشرق. يُعتبر موقعها الاستراتيجي أمرٌ هام إذ إنها تربط عدة مناطق مهمة بما فيها غربي سلسلة جبال السروات الشهيرة.
يتنوع مناخ هروب حسب الموقع؛ فالمدن المرتفعة عادة ما تكون أكثر برودة خاصة خلال أشهر الشتاء مقارنة بمستويات الأرض المنخفضة بالقرب من الأودية. وهذا يعكس تأثير البيئة المدارية بالمملكة بشكل عام مما يؤثر بدوره على محصولاتها المختلفة.
تساهم تشكيلات تربة هروب الطبيعيّة بصورة كبيرة لتوفير بيئة مثالية للحياة النباتية والإنتاج الزراعي. تتضمن المحاصيل الرئيسية هنا مجموعة متنوعة من الحبوب والحمضيات والفواكه الموسمية إضافة للأعشاب العلاجية ذات الروائح الطيبة. يمكن تصنيف المنتجات الزراعية لأربعة أقسام رئيسية تشمل حبوبات أساسية وفواكه عطرية وحمضيّات مختلفة بالإضافة للعطريات والعشب الطبي.
على الرغم من تنوع الخلفيات القبيلية داخل حدود هروب إلا أنه يمكن اعتبار "قبيلة هرروب" هي الأكثر شهرة والأكثر ارتباطًا باسم المنطقة بكاملها. تضم قائمة الشعب المقيمة أيضًا مجموعات أخري منها قبائل صهاليل والعزيزيين وبني قراد وبني مجهل ومعروفين بشجاعتهم وشهامتهم وتعايشهم المشترك على مر القرون رغم اختلاف نسبهم وانتماءاتهما العشائرية الأكبر خارج نطاق هذا الوادي الخاص بهم. تعد خصائص كهذه جزء حيوي من موروث ثقافي ينظم حياة المجتمع اليومية ويُظهر دعمه المستمر لقيم اجتماعية متوارثة منذ زمن قديم كتقديم الضيافة والكرم وكرام المعاملة تجاه الآخرين بغض النظرعن انتسابهم الشخصي لدائرة النفوذ الاجتماعية الأقرب إليهم .
بالإجمال ، تلعب كل جوانب الحياة في محافظة هروب دوراً محورياً في رسم هويتها الثقافية والمعيشية الخاصة بها ، بداية بمساحتها واسعة وخلال مراحل نمو مختلف أشكال الإنتاج الحيواني والبستاني وليس انتهاء بترابط مجتمعاتها التقليدية تحت مظلة رابطٍ واحد وهو الانتماء لهروب نفسه كنقطة مرجع لكل التفاصيل المؤثرة حول وجود السكان هناك.