تقع جزيرة بريم الجميلة، المعروفة أيضًا باسم "ميون"، وسط المضيق الحيوِي باب المندب، مما يجعلها نقطة وصل بارزة تربط بين ثلاث بحار رئيسية هي البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي الكبير. وتقدر مساحتها بما يقارب ثلاثة عشر كيلومترًا مربعًا، وهي تتمتع بموقع إستراتيجي مميز تحيط بها سلسلة جبال شامخة، كما توفر لها الطبيعة ميناءً طبيعيًّا ساحرًا في جهتها الجنوب غربية.
إن هذه الجزيرة ذات الموقع المتميز تعد شريان تجاري حيوي يربط العالم القديم بالجديد عبر طريق بحر العرب التاريخي. تتعدد تسمياتها حسب الثقافات المختلفة التي مرت عليها عبر الزمن؛ فهناك "بريم" الاسم الأكثر شيوعًا والذي يستخدم بكثرة في الخرائط والمعاجم العربية. أما "فيراكروز" فهو تعريب لكلمة برتغالية الأصل، وقد عرفها أيضاً البحارة اليونانيون منذ القدم باسم "دودورس".
وفي جوانب تاريخية مثيرة للاهتمام، كانت الجزيرة محل اهتمام العديد من الدول بما فيها الدولة العثمانية والإسبانية والبرتغال وبريطانيا التي سيطرت لفترة طويلة واستحدثت معالم فريدة فيها مثل المنارة الشهيرة التي أقيمت سنة ١٨٦١ ميلادية. وقد كان لمينائها الخاص دور كبير كمحطة هامة لتبادل البضائع التجارية القادمة من موانئ أفريقيا وآسيا المتعددة. ومن الجدير ذكره أنه رغم قلة سقوط الأمطار نسبياً إذ يصل معدلها السنوي حوالي ٦٣٫٥ مليمتراً، إلا أنها تتميز بتنوع بيولوجي ونباتي يشهد له جمال خلاب خاصة وأنها تعتبر موطن لأكثر من ٢٠ نوع مختلف للنباتات المحلية النادرة. وإن ارتفاع درجات حرارة الصيف قد تشكل تحديًا dwellers بسبب نقص المياه العذبة الوفيرة لكن هذا لم يحجب عنها رونقها وجاذبيتها السياحية المثيرة للإعجاب.