تعد جمهورية تشاد دولة ذات أهمية إستراتيجية في منطقة أفريقيا الوسطى، تتميز بتنوعها الثقافي وعراقتها التاريخية التي تعود لعصور ما قبل الميلاد. وفقا لأحدث البيانات الاحصائية الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن تعداد سكان الجمهورية التشادية يبلغ أكثر من ١٥ مليون نسمة حسب تقديرات العام ٢٠٢٣، مما يشير إلى معدل نمو سنوي ثابت نسبياً مقارنة بدول مجاورة لها مثل النيجر والسودان.
يمثل الشباب نسبة كبيرة ضمن بنية المجتمع التشادي؛ فحوالي %٦٥ منهم تحت سن الثلاثين عاماً، وهو مؤشر ذو دور محوري في مستقبل البلاد الاقتصادي والاجتماعي الحافل بالتحديات والإمكانات. يساهم هذا التركيب السكاني الشاب وغير المنتظم تقليدياً بشكل كبير في القوة العاملة المحلية وفي قطاع الزراعة تحديداً، بينما تواجه الدولة مشقة متزايدة فيما يتعلق بإيجاد فرص عمل كافية لهؤلاء الفئة العمرية الصاعدة.
على الرغم من اعتماد غالبية الشعب التشادي على القطاعات التقليدية للرزق كالزراعة وتربية المواشي والصيد البحري، إلا أنه يمكن ملاحظة تحسن طفيف نحو تنمية المدن وتوسيع مدن الجيل الثاني والثالث حديث العهد والتي تزدهر بوتيرة سريعة خاصة العاصمة انجمينا وجارة غرباً مدينة سار. ومع ذلك، تستمر المناطق الريفية في احتلال النصيب الأكبر للسكان، ويظل التحضر هامشيًا حتى الآن بالنسبة للمجموع الديموغرافي الوطني.
وعلى مستوى التوزيع الطائفي والديني، ينتمي معظم التشاديين لطوائف مسلمة مختلفة وبشكل أساسي السنة والجماعة المالكية والمعتزلة والحنبلية والحنفية والشافعية والمحمديين بالإضافة لمذهب الأحمدية. كذلك هناك أقلية مسيحية صغيرة تتبع الكنائس الأنجليكانية والبروتستانتية والكاثوليكية الشرقية القديمة. يجدر الاشارة أيضا إلى وجود ديانات أخرى غير رسمية ولكنها ليست شائعة داخل المجتمع عامة.
وتظهر الإحصائيات الرسمية بأن اللغة العربية هي الأكثر استخداما بين أبناء البلاد بكافة مناطقها بخلاف البعض ممن يستعملون اللهجة المحلية "الهوساوية"، ومن ثم الفرنسية كلغة ثانية للأعمال الحكومية والدبلوماسيّة. فضلا عمّا تقدم فهو مطروح اهتمام بالقضية التعليمية كونُّها الشرط الأساسي لتطور أمة باعتبار أنّها العمود الفقري لكل نهضة وصاحب القرار النهائي بمقدار اكتساب المعرفة والتقدم العلماني والعلمي المنشود لدى الدول الأفريقية الناشطة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً خلال العقود التالية لدخول القرن الواحد والعشرين.