- صاحب المنشور: حميدة العماري
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا حيويًا في تشكيل الخطاب العام وتشكيل الهوية الوطنية للشباب. هذه المنصات التي كانت في السابق مجرد أدوات للتواصل الشخصي تحولت الآن إلى مسرح للنقاشات العامة والتعبئة الجماهيرية. تتيح شبكات مثل تويتر وفيسبوك وإنستجرام ومنصات أخرى بيئة افتراضية يمكن من خلالها تطوير الشعور بالانتماء الوطني وتعزيز القيم المشتركة بين أفراد المجتمع الواحد.
التفاعل عبر الإنترنت: جسر بين الأجيال والشرائح الاجتماعية المختلفة
إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لتبادل الأفكار والآراء حول المواضيع ذات الاهتمام الوطني له تأثير قوي على بناء الروابط داخل المجتمعات العربية. فمن خلال مشاركة المحتوى الذي يعكس الفخر بتاريخ البلاد وقيمتها الثقافية وأهميتها التاريخية، تستطيع هذه الوسائل خلق شعور عام بالإنتماء للمكان والمكانة الخاصة بهذه القضايا بالنسبة للشباب. من المهم هنا الإشارة إلى أنه ليس هناك حاجة لإعادة اختراع العجل؛ حيث تعتبر القصص والحكايات التقليدية والأمثال الشعبية جزءاً أساسياً من هذا النوع من الترويج الثقافي والإعلامي.
التأثير التربوي والثقافي لوسائل الإعلام الجديدة
تكمن قوة وسائل التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتعزيز الانتماء الوطني أيضاً في قدرتها على تقديم نماذج مثالية وملهمة للأجيال الشابة. إن تضمين قصص نجاح الأشخاص المحليين الذين حققوا تميزاً وطنياً يوفر مصدر إلهام كبير ويحفز الآخرين للاستثمار بشكل أكبر في تحقيق أحلامهم وطموحاتهم الشخصية مع الحفاظ على ارتباط عميق بروح الوطن الأم. بالإضافة لذلك، فإن الوصول المتزايد لمحتويات متنوعة تتناول مواضيع متعلقة بالتراث والعادات والتقاليد الأصلية يساهم في ترسيخ تلك المعرفة لدى الناشئة ويعمل كمُعضِد لحالة الولاء لهذا الكيان الجامع لهم جميعا.
تحديات محتملة وكيفية التعامل معها
رغم فوائد الاستخدام المثالي لهذه الأدوات الحديثة، إلا أنها قد تواجه بعض التحديات أيضًا والتي تشمل انتشار المعلومات الخاطئة وانتشار خطاب الكراهية والبغضاء مما يؤدي ربما لاستبعاد البعض الآخر خارج نطاق هذه الدائرة الضيقة للتفاهم والقوة الجمعية. وللتحكم بهذه المساوئ وضمان استمرار العملية التعليمية المفيدة بصورة فعّالة، يتوجب وضع خطط وآليات مناسبة لمنع تشويه الصورة الحقيقية للإنسان العربى وتمكين الجمهور المستهدف من الحصول على الحقائق والمعارف الصحيحة المرتبطة بموضوع الانتماء الوطنى وبناء قناعات ثابتة لديهم بهذا الجانب الأساسى فى هويتهم الإنسانية والجغرافية.
ومن منظور مختلف تماماً، يمكن النظر أيضاً إلى جانب آخر هام وهو دور الحكومات والشركات الخاصة في دعم مشاريع رقمية تسعى لتحقيق نفس الغرض المرجو فوق ذكره. بل ويتعداه حتى لنشر رسائل ايجابية أكثر تدعيماً للقيم الإسلامية والتي تعد العنصر الرئيسي المؤثر بشدة لشكل تفكير وعقلية فرد مقبل على الحياة مستقبلاً. وذلك بإطلاق مسابقات وجوائز تقديرا لأفضل أعمال التحفيز نحو حب الوطن وإظهار خصاله الحميدة بطريقة مبتكرة وفريدة عبر الشبكة العالمية واسعة الانتشار "الإنترنت". وهذا بدوره سيحفز المزيد ممن يرغبون بالمشاركة والمنافسة ليظهروا ميزات خاصة بهم ويندمجون ضمن مجتمع واحد مترابط ومتماسك داخليا وخارجيا أيضا حين تجتمع كل حبه تحت راية واحدة تجمعهم بعيدا عن أي اختلاف ثقافى أو اجتماعى مؤقت قد يصنعونه لأنفسهم بأنوفهم بدون قصد منهم أصلا!