تُعتبر روسيا أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، وهي موطن لأكثر من 144 مليون نسمة حسب آخر الإحصائيات الرسمية لعام 2022. تمتد هذه الدولة الواسعة عبر أوروبا وآسيا، وتغطي قرابة الثلثين من القارة الأوروبية بالإضافة إلى جزء كبير من الشرق الآسيوي الروسي المعروف باسم سيبيريا. إن امتدادها الجغرافي الفريد يجعلها وجهة ذات أهمية استراتيجية وديموغرافية فريدة للغاية.
وتعد حدود روسيا المتنوعة مع أكثر من اثني عشر بلداً عامل جذب مهم لدراسة تأثير جغرافياها الكبير على اقتصادها وثقافتها وسكانها. فمن الشمال الشرقي تحدها جمهورية الصين الشعبية، ومن الجنوب الغربيjoin كازاخستان وأوزبكستان وكيرغيزستان وطاجيكستان. شرقا نحو المحيط الهادئ يحدّها اليابان وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ومونغوليا والصين مرة أخرى بينما شمالاً غرباً تقع النرويج وفنلندا ولاتفيا وإستونيا وبولندا وبيلاروس ورومانيا والمجر وسلوفاكيا وأوكرانيا وجورجيا. هذا الترتيب الجغرافي يعكس مدى تنوع البيئة الطبيعية والثقافات التي تتضمنها روسيا مما يساهم بشكل أساسي في ثرائها الثقافي والتنوع الحيوي فيها أيضًا.
بالإضافة لهذه العوامل الجغرافية الاستثنائية، فإن المجتمع الروسي متنوع ومتعدد الأديان والأعراق وهو نتيجة لتاريخ طويل ومعقد للحكم والاستعمار والتبادلات التجارية والحروب المختلفة عبر القرون. اللغة الأصلية المستخدمة هي الروسية والتي تعتبر واحدة من خمس لغويات رسمية للأمم المتحدة؛ لكن داخل البلاد هناك العديد من اللغات المحلية الأخرى مثل الإنغولوش والشيشانية والكرديتشيفينية وغيرها الكثير. وهذا التنوع اللافت للنظر ليس فقط يعزز الهوية الوطنية ولكن يؤثر أيضا بدرجة كبيرةعلى الاقتصاد الوطني بمختلف جوانبه الصناعية والفلاحية والسياحية وغيرها .
وبالإضافة لذلك، فإن موقع روسيا الاستراتيجي يسمح لها بدور مؤثر في العلاقات الدولية خصوصًا فيما يتعلق بالأزمات الأمنية العالمية والعلاقات السياسية بين الدول. علاوة على ذلك ، تتمتع الأرض الروسية بخيرات طبيعية واسعة تشكل موارد هائلة تستغل لصالح السكان الصناعات الزراعية والأعمال البحرية وصيد الأسماك والمعادن واستخراج النفط والغاز الطبيعي - كل تلك الأمور تساهم جميعها في جعل منها قوة دولية رئيسية ويجعل الحديث عنها محوره الرئيس هو "أكبر بلد على وجه الأرض".