جمهورية قبرص هي دولة جزيرة صغيرة لكن تاريخها غني ومتنوع يمتد لأكثر من ستة آلاف سنة. هذه الجزيرة الواقعة في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط تحتل موقعاً فريداً بين الشرق والغرب. تقع قبرص جنوب شرقي أوروبا، ولكنها أقرب جغرافياً إلى shores of Turkey, making her a strategic link between Europe and Asia Minor.

بالنظر إلى الخرائط العالمية، تجد قبرص تتوضع ضمن منطقة تعرف باسم "مسيسيلا"، وهي مجموعة من الجزر التي تشمل رودوس، كريت وكورفو أيضاً. ترتفع سلسلة جبال طروادو الشهيرة فوق سطح الأرض لتكون السمة الرئيسية لأرض الجزيرة المرتفعة نسبياً بالمقارنة مع أقرانها الآخرين كالجزائر والجبل الأسود وجزيرتي مالطا وسردينيا.

تشتهر قبرص بثراء أرضها الطبيعية وتعديلات المناخ المحلية الناجمة عنها؛ فهي تمتلك شريط ساحلي متنوع يشمل الشواطيء الرملية والصخرية بالإضافة إلى الخلجان الجميلة مثل خليج بافوس ومنطقة كارباس المحمية. يستغل الشعب القبرصي هذا التنوع بشكل فعال مما جعل السياحة أحد أهم مصادر الاقتصاد فيها.

أما بالنسبة للتاريخ، فقد كانت قبرص مركز جذب للإنسان البدائي منذ عدة قرون مضت عندما بدأت أولى المستوطنات البشرية في ازدهار خلال العصر البرونزي حوالي العام ٢٥٠٠ قبل الميلاد تقريباً وذلك نتيجة وجود رواسب نحاسية وفيرة هناك مما أدى لإطلاق تسمية "Qıbrıs" بالعربية -أي معدن النحاس-. شهد القرن الثالث عشر ميلادي بداية حقبة جديدة للدولة القبرصية حينما تولى الملك الفرنسي هوغو دي لامبرت حكم البلاد عقب ضمه لسلسلة ممتلكاته الأوروبية إلا أنه سرعان ما خسرت لصالح الامبراطورية البريطانية لاحقاً.

وجعل الاختلاف الطائفي العنصر الرئيسي المعقد داخل مجتمع قبرص حيث تنقسم البلاد رسمياً إلى منطقتين: الأولى هي الجمهورية اليونانية والقريبة ثقافياً ولغوياً منها والثانية ذات الغالبية التركية الإسلاميه والإقليم المقابل لها والذي يعرف اليوم كـ 'الدولة الديمقراطية لتركيا الشمالية'. إن التعايش المشترك لهذه الثقافتين المتعارضتين رغم خلافاتهما السياسية يعد تحدياً رئيسياً أمام تحقيق الوحدة الوطنية للقبارصة بغض النظرعن انتماءاتهم الدينية أو الجغرافية.