تعد مدينة بكين، العاصمة التاريخية وأحد أهم مراكز الثقافة والسياسة الصينية الحديثة، موطن لأكثر من 21 مليون ساكن وفقاً لآخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عام ٢٠٢١، مما يجعلها واحدة من أكثر المدن كثافة سكانية ليس فقط في الصين بل وفي العالم أيضًا. هذا العدد الهائل للسكان يعكس النمو الاقتصادي والاجتماعي الكبير الذي تشهده المدينة منذ عقود مضت.
تقدر نسبة الزيادة السكانية السنوية لبكين بحوالي ١٫٥٪، وهو معدل أقل نسبياً مقارنة بالمدن الأخرى داخل البلاد. ومع ذلك، فإن هذه الزيادة المستمرة تعني حاجة دائمة لتوفير البنية التحتية المناسبة والمرافق العامة التي تلبي احتياجات مثل هذه الأعداد الضخمة. يشكل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ١٥ و٦٤ سنة حوالي %69 من إجمالي تعداد المدينة مما يدل على قوة القوى العاملة المحلية وقدراتها الكبيرة.
من الناحية الجغرافية، يمكن تقسيم توزيع السكان بشكل رئيسي إلى منطقتين أساسيتين وهما وسط المدينة وخارجها. مركز بكين التجارية والثقافية يشهد أعلى تركيز لسكانها بسبب توفر فرص عمل متزايدة ومجموعة متنوعة من الخدمات والمرافق المتاحة لهم مباشرةً. بينما يسعى الكثيرون للعيش خارج قلب المدينة للاستمتاع بنمط حياة أكثر هدوءاً وتوازن أفضل بين العمل والحياة المنزلية.
من منظور ديموغرافي آخر، تعتبر بكين أيضاً نقطة جذب كبيرة للمهاجرين الداخليين والخارجيين على حد سواء. فقد جذبت العديد من المواهب العالمية والعربية تحديداً للعمل والدراسة فيها نظرًا لمكانتها كمركز عالمي للتجارة والأعمال. كما أنها وجهة شعبية للدراسات الأكاديمية العليا نظرًا لما تحتويه من جامعات مرموقة ومعاهد بحث رائدة.
بصفة عامة، تحدد بكين مسار نموذجي لشخصية المدن الآسيوية الحديثة فيما يتعلق بالسكان، فهي تجمع عادة بين روح الحياة الحضرية المنفتحة ودورها الاقتصادي العالمي مع احترام تراث الماضي الغني بثرائها الثقافي القديم.
