تقع إمارة ليختنشتاين الصغيرة بين سويسرا والنمسا، وهي عضو غير ساحلي في الاتحاد الأوروبي ولديها نظام حكم ملكي دستوري فريد يجعلها واحدة من أغنى الدول في العالم بناءً على الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد. يعود التاريخ الغني لإمارة ليختنشتاين إلى القرن الرابع عشر عندما أسسها "ألفونسون دي ليتشنستاين"، وهو أمير نبيل ألماني هابسبورغي. لقد حافظت البلاد منذ ذلك الحين على استقلاليتها حتى يومنا هذا.
تشتهر ليختنشتاين بطابعها الريفي الخلاب وباحتضانها الطبيعة، مما جعل منها وجهة سياحية شهيرة محبي الأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة والتزلج والصيد. تتميز الهندسة المعمارية للمدينة بكثرة المنازل ذات الطراز التقليدي المصنوعة من الخشب، والمغطاة بالأعشاب والأزهار البرية التي تعطي المدينة جمالاً خاصاً وتتماشى مع بيئتها الطبيعية الخصبة.
لتحقيق ازدهار اقتصادي مستدام، تنوعت ليختنشتاين اقتصادها لتشمله قطاعات متعددة بما فيها التصنيع والفنادق والسياحة والعلميات المالية. ورغم كونها دولة صغيرة، فهي معروفة أيضًا بريادتها في مجال الطاقة المتجددة حيث تستمد أكثر من %100 من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر نظيفة ومتجددة بشكل رئيسي عبر طاقة الرياح وطاقة المياه.
وبالرغم من أنها ليست جزءاً مباشرة من الاتحاد الأوروبي إلا أنها تحتفظ بروابط قوية معه ولا سيما فيما يخص التجارة والدفاع. إن مجتمع ليختنشتاين الصغير ولكنه الوثيق يعد مثالاً رائعاً لكيف يمكن لدولة عريقة ومتميزة ثقافيًا وعمرانياً أن تسعى لتحقيق توازن نادر بين الاستقلال الوطني والإقليمية الاقتصادية والثقافية.