نافورة الملك فهد، وهي واحدة من أشهر معالم المدينة الساحلية مدينة جدة، تحديدًا على ساحلها الجميل المطلة على البحر الأحمر. تُعدّ هذه النافورة العملاقة هدية كريمة من خادم الحرمين الشريفين السابق، الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وباتباع نسختها المشهورة "نافورة جنيف"، فقد اكتسبت مكانة عالمية فريدة.

تبلغ ارتفاع النافورة حوالي 312 مترًا، مما جعلها تحتفظ بلقب أعلى نافورة بالعالم حتى اليوم وفقًا لأرقام غينيس العالمية. يتميز تصميم النافورة بإبداع مبتكر يتماهى مع تراث وجذور الثقافة العربية، حيث يعكس شكله العام بخاخة العطور التقليدية، وهو دليل واضح على ارتباط الموقع بجذوره التاريخية.

بالرغم من استخدام مياه بحرية مباشرة كمصدر لإمداد النافورة بالماء، فإن الخوف الأكبر لقائمين على المشروع كان بشأن احتمالية الصدأ والتلف بسبب التعرض المستمر لمياه المالحة والأتربة الموجودة بالبحر. ولحل هذه المشكلة، قاموا بتصميم نظام تنقية شامل للمياه يزيل أي شوائب أو رواسب تعيق أدائه الأمثل. يبشر النظام المتبع بعد مرور المياه عبر مرشحات ومعدات خاصة لتنقية المياه تمامًا قبيل ضخها نحو مضخة النافورة.

بعد سنوات طويلة من الخدمة والإبهار بصوتها وهيجان رشاشاتها الرائعة، حققت نافورة الملك فهد رقمًا قياسيًا جديدًا حينما تجرأ رجل إنجليزي أمريكي مختص بالمظلاتلية -أوثر لورنس- وقفز منها محققًا رقماً مميزًا في فبراير/ شباط لعام ألف وثمانمائة وعشرة ميلاديًا.

تعكس النافورة أيضًا امتداد جماليتها ليلاً باستخدام أكثر من خمسمائة مصباح ضوئي ذو قوة انارة خارقة تستطيع تحمل تأثير قطرات الماء الهائلة المنبعثة عنها باستمرار لأكثر من ثلاث مئة وعشرين مترا حول منطقة المنتزه الشهيري الواقع بالقرب منه والذي يعرف باسم "كورنيش جدة". إن تركيبة الإضاءة المعلقة بطريقة هندسية دقيقة مطروحة أعلا جزيرتين خصيصتان لها توفر منظراً مذهلًا بمزيجه الغني بالألوان المبهرة بكل زاوية وزاوية!