جزيرة جالطة: جوهرة ساحلية تحمل تاريخًا غنيًا في قلب المتوسط

التعليقات · 1 مشاهدات

تشتهر الجمهورية التونسية بمجموعة متنوعة من الجزر الرائعة المنتشرة عبر مياه البحر الأبيض المتوسط، والتي تتنوع بين المشاهد الطبيعية الخلابة والثروة البي

تشتهر الجمهورية التونسية بمجموعة متنوعة من الجزر الرائعة المنتشرة عبر مياه البحر الأبيض المتوسط، والتي تتنوع بين المشاهد الطبيعية الخلابة والثروة البيولوجية الغنية والفرص السياحية الواعدة. إحدى هذه الجواهر هي جزيرة جالطة، التي تقع شمال غرب البلاد بالقرب من مدينتي بنزرت وطبرقة. تضم المنطقة الخصبة ما يقارب 752,3 هكتار من المساحة، مما يجعلها وجهة فريدة لمحبي المغامرة والاستكشاف.

تتميز جغرافية الجزيرة بتكوينات جيولوجية بركانية خلابة تشكلت نتيجة نشاط بركاني قديم، وهي مغطاة بغابات كثيفة من أشجار البلوط والصنوبر والصبار. يعكس هذا المناظر الطبيعية الفريدة جمالاً أخاذًا رغم أنه يشكل تحدياً بعض الشيء بالنسبة لاستكشاف القارة البركانية شديدة الانحدار. ومع ذلك، فإن هذا التنوع الطبيعي غير العادي جعل منها منطقة حماية بيئية هامة تحظى باهتمام كبير من قبل السلطات المحلية للحفاظ عليها وحمايتها من الاعتداءات البشرية والإدارة غير المدروسة.

على الرغم من صغر حجمها النسبي مقارنة بجارتها الأكبر "جربة"، إلا أنها تحتفظ بسحر خاص يجذب إليه زوار محليين ودوليين بحثاً عن ملاذ هادىء وسط هدوء بحرها الفيروزي وأشجارها المعتقة. إن موقعها الاستراتيجي والمعزل نسبيًا عن التجمع السكاني الرئيسي حول ساحل البحر الأبيض المتوسط منحها خصوصية خاصة وشعور بالعزلة مطلوب لدى الكثير ممن ينشدون السلام الداخلي والترابط مع الطبيعة.

لا يعد الموقع المثالي لهذه الجزيرة مجرد عامل جذب لها فحسب، بل يكسبها أيضًا طابعًا مميزًا فيما يتعلق بالمناخ أيضًا. فهي تخضع مباشرة لتغييرات الرياح الشمالية والغربية المعروفة محليا برياح الشرش الدافئة التي تعمل بدورها كمكيف حراري طبيعي لمنطقة ذات متوسط سنوي مرتفع نسبياً (حوالي ٢٦ درجة مئوية) وذلك أثناء أشهر الصيف ولكن بدرجة أقل بكثير خلال الأشهر باردة عندما تنخفض معدلات الحرارة القصوى للدورة اليومية لقيمة تقدر بـ ١٢ درجه فقط. وهذا يعني وجود خيار مناسب للأعداد المختلفة للسائحين الذين يفضلون التعامل مع ظروف مختلفة سواء كانت رطوبة عالية أو برودة شتوية تؤثر عادة علي المناطق مجاور له .

ومن الجدير ذكره هنا هو التأثير التاريخي الثقافي لجالطة والذي مازالت بصمه واضح حتى الآن ; فقد احتضنت القرية الصغيرة الموجودة بها مجتمع شعبي مختلط الأصل الأوروبي –الإيطالي تحديداً - لمدة قرن تقريبًا ابتداءً من نهاية القرن التاسع عشر واستمرت فعليًا حتى أوائل الثمانينات وبخمسينات نفس القرون أصبح سكان تلك القرية مواطنين فرنسيين رسمياً . شهدت الفترة الأولى حضور الشخصية السياسية المؤثرة عند الشعب التونسي "الحبيب بورقيبة" والذي نفي إليها لفترة مؤقتة بلغ طولها سنتان تقريبًا (عام واحد كاملاً ) بداية من الخامس والعشرين من مايو عام ألف وتسعمائة وستة وخمسين ميلادية وانتهاء بالإفراج عنه وإرجاع حقوقه المدنية مرة أخرى لنفس الشهر لكن لسنة لاحقه بالتحديد العام التالي ١٩٥٤ ميلاديو لذلك يحمل المكان رمزية ثقافية عميقة تعتمد أساسًا عليها الروابط الوطنية للشعب العربي الخاضع للنظام السياسي الموحد حاليًا .

لقد ترك كل عصر ملامحه الخاصة داخل حدود جالطة, وكل فترة أثرت بشمال أفريقيا عامة وتونس رسومات عمرانية معرضة للإزالة التدريجي بسبب التقادم بالإضافة للتغير السكاني الذي أدى لانكماش القطاعات الرئيسية مثل التجارة وصيد الاسماك وغيرهما مما يؤكد اهمية استعادة احياء الجانب التراثي القديم والحفاظ عليه كتذكارات تعود بنا لعصر ازدهارات مضيافه بحكم ارتباطات ارضها وهواتها الطبيعية بالأحداث التاريخيه والشعبيه الشهيره . لذا فان تصنيفatomicnumber29محمي自然 يضمن عدم تعرض موارد البيئه والموارد الحيوانيه والنباتيه للجفاف وفقدان خصوبتهم لما توفره لهم الظروف الصحية المستقرّه عبر سنوات طويلة .    إن جزيرة جالطة ليست مجرد قطعة أرض صغيرة فى المياه الصافية لبحر متوسطنا العزيز ، إنها ملتقى حضارات وعصور وثقافات مختلفة تركت اثر واضحة بانطباع دائم بفكر جديد مستقبلى لكي يستلهم منه شبابه الوطن عربيا وغربيآ كيف يساهم البعض منهم رفعه رايته عالياً فوق أسوار قلعات العلم الحديث ويواصل تحقيق النهضة المنشودة بإخلاص وصدق عزيمة أبنائها السابقون الذكر!

التعليقات