أرض الفرسان والقلاع: تاريخ جزر الكناري الرائعة

التعليقات · 2 مشاهدات

تتميز جزر الكناري، المعروفة أيضًا بجزر الخالدات، بموقع استراتيجي في وسط المحيط الأطلسي، والتي تعد جزءًا من المملكة الإسبانية. تنقسم هذه الجزر إلى منطق

تتميز جزر الكناري، المعروفة أيضًا بجزر الخالدات، بموقع استراتيجي في وسط المحيط الأطلسي، والتي تعد جزءًا من المملكة الإسبانية. تنقسم هذه الجزر إلى منطقتين أساسيتين هما مقاطعة سانتا كروز ومقاطعة لاس بالماس. تشكل الجزر الأربع الرئيسية - تينيريفي وجران كناريا وفويرتيفنتورا ولا بالما - العمود الفقري لهذه المنطقة المتنوعة. تُحيط بهذا المشهد الطبيعي الجميل سلسلة من الجزر الصغيرة التي تضم مجتمعات أمازيغية أصيلة يعود نسبها إلى شعب الغوانشي.

وقد شهد التاريخ الثقافي لجزر الخالدات تواجدًا متعدد الديانات بما في ذلك المسيحية بكلا مذاهبها الكاثوليكية والبروتستانتية بالإضافة للإسلام واليهودية والبهائية وغيرها. تعكس الحياة الاجتماعية الفريدة هناك عبر وجود عدة كنائس بارزة مثل كاتدرائية القديس يوحنا والمعابد الإسلامية وكذلك المساجد اليهودية. وإن كانت الزراعة والصناعة التقليدية والسياحة هي المحرك الرئيسي للاقتصاد المحلي هنا.

لقد عرفت الأراضي البركانية خصوبة غنية جعلتها ملاذاً مثاليا لمختلف المحاصيل الاستوائية كالمانجو والأناناس والخوخ وغيرها الكثير مما يشكل مصدر رزق أساسي لسكان المنطقة. وبفضل المناخ المعتدل تستقطب السياحة اهتمام عالميين سواء خلال فصل الصيف الراكد أو شهور الشتاء الأكثر برودة حيث يمكن للزوار الاستمتاع برؤى خلابة لفلك الليل ومشاهد طبيعية ساحرة تزدهر فيها نباتات متنوعة مثل شجر الموز والبرتقال والنارنجيات والعنب وغيرها كثير.

وفي ظل هذا المنظر العام تجتمع حيوانات بريئة بين جنبات تلك الأرض الخلابة منها طائر "الكناري" الشهير نسبة للجزر ذاتها والذي يعد رمزا وطنيا معروفًا حول العالم وذلك نتيجة لعلاقات التجارة القديمة مع أوروبا التي بدأت بنقل هذه الأنواع الجميلة داخل أقفاص قبل ان تهيم حرياتهم فوق سمائها.

لكن رغم جمالها الأخاذ فإن جذور الماضي أثارت بعض الفتن السياسية إذ خضع السكان للحكم المغاربي والإسباني بالتناوب لفترة طويلة حتى اندلع طلب استقلال دموي أثار اضطراباً داخلياً منذ ستينات القرن العشرين واستمر لأكثر من عقد ونصف العقيد حيث تصاعدت وتيرة الأعمال الانتقامية العنيفة لكن تدخل القانون قمع الأمر تمامٱ بحلول ثمانيناياته ليعم السلام مجددآ محليا وأقليمياً .

التعليقات