تعدّ موسكو عاصمة روسيا وأكبر مدنها، وهي مركزٌ ثقافي وتجاري وتاريخي مهمّ في أوروبا الشرقية. تعود جذور المدينة إلى العصور الوسطى عندما أسس الأمير يوري دولجوروكي كييف روس عام 1147 ميلادي. خلال القرون التالية، ازدهرت المدينة كمركز سياسي واقتصادي رئيسي تحت حكم مختلف سلاطين سيفن وروس القيصرية والإمبراطوريات الروسية المتعاقبة حتى أصبحت العاصمة الرسمية للإمبراطورية الروسية بعد حريق موسكو المدمر لعام 1812.
تتميز موسكو بمزيج فريد بين الهندسة المعمارية التقليدية والحديثة؛ إذ تجد فيها المعابد الأرثوذكسية القديمة جنبًا إلى جنب مع المباني النمط السوفييتي الشاهقة مثل مبنى الكرملين والميدان الأحمر وضريح لينين. كما تشتهر بالمتاحف العديدة التي تحتوي على مجموعات فنية غنية، بما في ذلك متحف بوشكين للفنون الجميلة ومتحف التاريخ الحكومي الروسي الوطني.
بالإضافة لذلك، تعد الموسيقى والأدب عناصر بارزة في الحياة الثقافية للموسcovites، سكان موسكو المحبوبون. فقد ولد العديد من المؤلفين والفنانين المشهورين هنا، من بينهم ليونيد أندرييفانتشوك والشاعرة آنّا أخماتوفا وغيرهما الكثير ممن تركوا بصمة عميقة على الأدب العالمي. أما بالنسبة للموسيقى، فإن فرقة البيتلز الشهيرة قد عزفت لأول مرة خارج المملكة المتحدة داخل قاعة قصر الرياضيين في قلب العاصمة الروسية!
في الوقت الحاضر، تستقطب موسيقى الجاز أيضًا اهتماماً واسعاً لدى محبي الفنون البصرية والسماعية alike. تُقام مهرجانات متنوعة طوال العام لعرض مواهب محلية ودولية متعددة الجنسيات تناسب كل الأذواق. ومن أشهر هذه المناسبات السنوية "موسيكانسكايا ستاريتسا" التي تقدم عروضا للأوبرا والدراما غير التجارية أمام جمهور كبير.
أخيرًا وليس آخرًا، تتمتع موسكو بنظام نقل حديث فعال يشمل قطارات الأنفاق والحافلات والسيارات الخاصة والتي تربط بين أحياء مختلفة بسرعة وكفاءة عالية - وهو أمر ضروري خاصة عند زيارة مواقع جذب كثيرة كتلك الموجودة بالميدان الأحمر ومحطة بافيلتسكي فولوست أوحتى كاتدرائية القديس باسيل ذات الطراز الفريد! وبذلك نرى كيف لعب موقع موسكو الاستراتيجي دوراً أساسياً في تحويلها لتكون واحدة من أكثر المدن جاذبية للسكان وزوار العالم الواسع.
