تقع مدينة مراكش الخالدة في جنوب غرب المملكة المغربية، تحديدًا فوق سفح جبال الأطلس الخصبة، مما يجعلها واحة جميلة تتوسط سهول "هواز" الوارفة الأخضرار. تمثل موقعها الاستراتيجي نقطة وصل مهمة بين شمال أفريقيا وجنوبه، حيث ترتفع المدينة الجميلة حوالي 457 متراً عن سطح البحر، وتتميز بمزيج ثقافي غني يعكس تاريخها الزاخر وحاضرها المتسامح. تتمتع مراكش بتنوع سكانية كبير يفوق عدد سكانه 839,296 نسمة حسب آخر تعداد سكاني رسمي. هذا المجتمع الحيوي الذي يحتضنه قلب هذه المدينة القديمة يحافظ على تراث عمراني وفني يشهد له التاريخ بخلوده عبر العصور.
على الرغم من أنها ليست الوجه البحري الرئيسية للمغرب، إلا أن مراكش تلعب دورًا محوريًا كبوابة رئيسية للسائحين الذين ينجذبون نحو جوهر الثقافة المغربية التقليدية. تشتهر المدينة بجاذبيتها العالمية ولذا لقبت باسم "العروس الحمراء". يمكن رصد هذا الاسم المبدع واضحًا عند مشاهدة المباني العامة والشوارع الضيقة الملونة بالألوان الدافئة لعناصر الأرض مثل الأحمر والأصفر والبني. ولا شك في أنه ليس هناك مكان مثالي لاستكشاف جمال الثقافة المحلية وسحر التصميم العربي الإسلامي أكثر من ميادين مراكش الشهيرة مثل ميدان جامع الفنا ومتحف القصبة وغيرهما الكثير...
وتعود جذور مدينة مراكش المتينة عميقًا داخل صفحات تاريخ المغرب القديم منذ قيامها لأول مرة على يد القائد المسلم الشهير يوسف ابن تاشفين خلال فترة الدولة المرابطية الأولى قبل ألف سنة تقريبًا. لقد شهدتمراكيش العديد من التحولات السياسية والحروب والصراعات بين مختلف الدول الإسلامية المسيطرة بما في ذلك دولة الموحدين ودولة المرينيين كذلك. ومع مرور الوقت، ومع زيادة أهميتها التجارية والسياحية، حافظتمراكيش دائمًا على مكانتها باعتبارها مركزًا للتبادلات الاقتصادية والتجارية والثقافية الهامة. إنها اليوم رمزٌ للأصالة والقوة والعزم الإنساني المستمد من ثرواتها الطبيعية وبنية تحتية متنوعة جعل منها وجهة مطلوبة لدى جميع زائري المغرب بغض النظرعن خلفياتهم وثقافتهم المختلفة تمام الاختلاف!