بريستول، واحدة من أجمل المدن البريطانية وتقع في جنوب غرب إنجلترا، تعد سادس أكبر مدينة من حيث عدد السكان بعدد يصل إلى 465,500 نسمة حسب آخر تعداد. اكتسبت بريستول مكانتها كمدينة رسميًا في عام 1155 ميلادي كمقاطعة مستقلة بذاتها ابتداءً من عام 1373 ميلادي. تحدها من الشمال باث وسومرست، ومن الجنوب غلوسترشير، ولديها حدود مهمة مع قناة بريستول أيضًا.
تاريخ بريستول غني ومتنوع، فقد شهدت وجودًا بشريًا قديمًا للغاية، إذ تشهد المنطقة العديد من الأثار التي تعود للحقبات الحجرية والعصور الحديدية والعصور الرومانية المختلفة. وفي الحقب التاريخية الأكثر حديثًا، لعب الميناء دورًا حيويًا كنقطة انطلاق لتجارب استكشافية كبيرة مثل تلك التي قادها المستكشف الإيطالي الشهير كريستوفر كولومبوس عبر رحلته الشهيرة نحو العالم الجديد في العام 1497 ميلادي.
كان الاقتصاد البريستولي دائمًا مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بصناعات مختلفة بما فيها التصنيع الجوي المتقدم، بالإضافة للإعلام والتكنولوجيا الحديثة والخدمات المالية وبالطبع السياحة. هذا الاختلاف والتنوع أثمر عنه نمو اقتصادي ملحوظ، حيث وصل الناتج المحلي الإجمالي وفقا لبيانات عام 1998 لحوالي ستة مليارات جنيه استرليني، بنمو سنوي لكل فرد يقارب الخمس عشرة ألف جنيه استرليني -أي حوالي الثلاثين ألف دولار أمريكي- مما جعل معدلات التشغيل والدخل مرتفعتين نسبياً مقارنة بباقي المناطق الأخرى داخل بريطانيا.
في الحقبة الاستعمارية خاصَّةً، كانت المدينة المغذِّى الرئيسي لصناعة السيارات الثقيلة وصيانة خطوط نقل المياه الجوية الضخمة وشركة "رولز رويس" الرائدة عالميا لإنتاج محرك الطائرات والتي يوجد مصنع لها قرب المكان المعروف باسم 'ڤیلتون'. ويعدّ إنتاج أول سيارة كونكورد (الطائر فوق الصوت) مثال بارز على ذلك التفوق الهندسي والتكنولوجى آنذاك والذي أسهم بدوره بتوسيع رقعة العمالة والنمو الاقتصادي المحلي خلال ستينات القرن الماضي حتى توقفه نهائيآ واستبداله بفكرة المتحف الوطني لطيران كونكورد وموكبه المصاحب فى العام ٢٠٠٣ .