إقليم أسيوط: قلب صعيد مصر الثقافي والاقتصادي الحافل بتاريخ غني.

التعليقات · 0 مشاهدات

تُعدّ محافظة أسيوط واحدة من المواقع الاستراتيجية الرئيسية في الجزء الجنوبي لمصر المعروف باسم "صعيد مصر"، والتي تتميز بتنوع ثقافتها الغنية بالتاريخ وال

تُعدّ محافظة أسيوط واحدة من المواقع الاستراتيجية الرئيسية في الجزء الجنوبي لمصر المعروف باسم "صعيد مصر"، والتي تتميز بتنوع ثقافتها الغنية بالتاريخ والحضارات المختلفة. عاصمة هذه المحافظة تحمل نفس الاسم، وتغطي مساحتها حوالي 25,926 كيلومتر مربع، الأمر الذي يجعلها إحدى أكبر محافظات البلاد.

على الرغم من بعدها نسبياً عن العاصمة -حوالي 375 كم- إلا أنها تعد بوابة مهمة لدرب الأربعين، طريق قديم كان يستخدم منذ القدم لنقل البضائع والسفر. يرجع تسميتها القديم "سوت" إلى جذورها المصرية القديمة حيث تعني حارس بسبب موقعها الدفاعي الطبيعي بين الجبال. وفق البيانات الأخيرة، بلغ تعداد السكان فيها أكثر من ستة ملايين شخص ينطق معظمهم اللغة العربية.

ومن الناحية الجغرافية، تحيط بها الصحراء الشرقية والبحر الأحمر من الجانبين الشرقي والشمالي الشرقي، بينما تشترك مع كلٍّ من محافظتي سوهاج ووادي النجيلة كلاً منهما عبر الحدود الشمالية الغربية والجنوبية الغربية على الترتيب. يتمتع المناخ هنا بطابع قاري شديد التأثر بالعوامل الموسمية؛ إذ تكون درجات الحرارة منخفضة خلال الشتاء لكنها ترتفع بشكل كبير خلال أشهر الصيف الحارة.

تنقسم إدارة المدينة إلى عشر مناطق رئيسية: مركز ديروط، والقوصية، ومنفلوط، وأبنوب، وأبو تيج، وسدفا، والبداري، والغنيمات، وساحل سليم بالإضافة إلى المركز الأخير والذي يُطلق عليه اسم الفاتح.

تشكل الزراعة العمود الفقري للاقتصاد المحلي حيث تغطي نحو 232 ألف فدان بإنتاج متنوع يشمل العديد من المحاصيل مثل القمح والقطن وبعض أنواع الذرة وكذلك الرمان والموز والعنب والمانجو وغيرها. كما تنفرد أيضاً بصناعات مختلفة تستند أساساً للنسيج وصناعة الاثاث والمعادن الثمينة كتلك المتعلقة بالاسمنت واستخلاص موادبترولية وكذا الأدوية وحقول القطن والإنتاج الغذائي. علاوة على ذلك، تحتل التجارة مكانة كبيرة داخل هذا النظام البيئي الاقتصادي سواء كانت محلية أم خارجية نظراً لتواجد عدد هائل من المؤسسات المالية والشركات التجارية الراقية بما فيها مطاعم عالمية ونوادٍ مرموقة وأسواق تجارية ضخمة واماكن للتسلية العامة.

بالإضافة لذلك، تلعب دور حيوي فيما يتعلق بالسياحة نظرًا لما تزخر به المنطقة من مواقع تاريخية وجاذبات ثقافية عديدة بدءاً بالمعابد الفرعونية وانتهاء بالآثار الإسلامية الحديثة فضلا عن المسيحية الشعبية مما يساهم في إبراز طيف واسع ومتنوع للحياة البشرية عبر العصور المختلفة . ولاشك ان اهم تلك المناطق تمثل : حضارة البداري ، ودير تاسا ، و قصير الامرنه ، وعزبته يوسف ، وآثار عروبة عطيه ، والديرالمروحقانقديس ماركوريوس الكبير ، وقنطره مجذوبة ، وجبل اسيوط غربا ، ولوحات مدن اخناتون ، ومساجد العالمر والجلالدين السيوطي ، ومعاهد التعليم التقليدى والجامعتين الشهيرتين لكلتا جامعية "الأزهر" و جامعة اسيوطه نفسها وليست فقط المنظمات الاجتماعه الأخرى كالوكالات الحكوميه والحماية البرية والكنائس والسكان المحليین الذين يعيشوا حياة اجتماعية متكامله حول نهرالنيل . وهكذا تتضح الصورة كاملة لهذه المقاطعة الريفية المطيعه للدولة ولكن ذات الطابع الخاص المميز بثرائها التاريخي والثقافي المُذهِلين حقائق لا تُنسَى!

التعليقات