يُعتبر برج هارون الرشيد أحد أشهر المعالم التاريخية الموجودة في مدينة الرقة الواقعة شمالي سوريا. هذا البرج يحمل اسم خليفة عظيم عاش فترة ذهبية للإسلام والعلوم، وهو هارون الرشيد، الذي جعل من المدينة عاصمته مؤقتًا في نهاية القرن الثامن الميلادي.
موقع برج هارون الرشيد استراتيجي للغاية، فهو قائم على ضفاف نهر الفرات بالقرب من ملتقى النهر مع نهر بيليخ. تم بناؤه بواسطة الخليفة الرشيد نفسه لمراقبة طرق التجارة المهمة التي تمر عبر المنطقة والتي تربط بين الشام والعراق. كان هدف هذه الطرق ليس مجرد نقل البضائع فحسب، ولكن أيضًا تأمين حركة التجارة وضمان سلامتها.
كان عصر هارون الرشيد وقت رخاء تجاري كبير بسبب الموقع الجغرافي للعراق كبوابة للتبادل التجاري بين الشرق والغرب. بالإضافة إلى توفر المنتجات المحلية مثل المحاصيل والثمار، فقد سبّب التشجيع الحكومي للأنشطة التجارية ازدهارًا ملحوظًا لهذه القطاع الحيوي آنذاك.
أما بالنسبة لتسلسل البضائع المتداولة بين البلدين، فإن الشام كانت تزود العراق بالمنتجات الأغذائية مثل الخضروات والفواكه وزيت الزيتون والعنب والسكر وأواني زجاجية ومنسوجات قطنية وحريرية بينما كانت تونس تقدم القمح والتمر وعطور وعلاجات طبية وغيرها الكثير.
بهذا يعكس برج هارون الرشيد أكثر من مجرد هيكل معماري - إنه شهادة حية على الازدهار الثقافي والتجاري للدولة الإسلامية خلال تلك الحقبة المناسبة تحت إدارة الخليفة الهادي هارون الرشيد.
