تقع جزيرة تيران الاستراتيجية في قلب البحر الأحمر، بالقرب من مدخل مضيق تيران الرئيسي الذي يفصل بين خليج العقبة والبحر الأحمر. وتمتد مساحتها الشاسعة بحوالي ثمانين كيلو مترا مربعا، وهي تتشارك حدودها الطبيعية مع الجزيرة الأخرى المعروفة باسم "صنافير"، والتي تضم جزءاً أساسياً من محمية رأس محمد الشهيرة عالميًا.
اسم وجغرافيا الجزيرة:
أُطلِق اسم "تيران" على الجزيرة تكريمًا لوصف موجات المياه القوية هناك، وقد انتقلت هذه التسمية عبر لهجة السعوديين المحلية كجمع لكلمة "تير". ويمكن اعتبار موقع الجزيرة الفريد عاملاً رئيسياً لجذب اهتمام الأجانب، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي المؤسف خلال النزاعات العنيفة ضد البلدان العربية. فقد شكلت الجزيرة حاجزًا طبيعيًا مؤثرًا يسمح بمراقبة مينائيّ شرم الشيخ ورأس حميد بشكل واضح تماما. ومع ذلك، وعلى الرغم من قوتها الدفاعية الواضحة، فإن دخول المواطنين ذوي الجنسيتَين المصرية والسعودية محدود للغاية ويقتصر فقط بإذن رسمي من السلطات الأمنية المشرفة على الموقع.
خصائص ونشاطات جزيرة تيران:
تشتهر جزيرة تيران بثرواتها الطبيعية الخلابة وغناها بالحياة البرية والمياه الزرقاء الصافية للشعاب المرجانية المثالية لصيادي الأحياء المائية هواة رياضة الغوص حول العالم. كما أنها مركز نابض للحركة السياحية البحرية النشيطة التي تشمل رحلات بحرية مميزة راقية تُنظَّم بدعم من مدينة شرم الشيخ الرائدة سياحيًّا. علاوة على ذلك فهي واحدة من المنصات الرئيسية لعبور طرق التجارة البحرية العالمية الرابطة شرق آسيا بجنوب أفريقيا منذ القدم؛ حيث كانت سابقًا طريق عبور تجاري حيوي لنقل البضائع بين الهند وما جاورها حتى اكتشاف الطريق البحري الأقصر لحوله فيما بعد. ولعل الأمر الأكثر روعة هنا يعود لاستخدام الرومان القدماء لهذه القطعة العزيزة كمقر محلي لفرض رسوم جمركية وضرائب مقابل المرور الآمن لطوابير سفينة كبيرة ومتنوعة قادمة من مختلف البلاد المختلفة!
الحروب والنزاعات التاريخية المرتبطة بتيران:
تأثرت الجزيرة كثيرًا بتاريخ الحروب والجزر والتبادل المستمر للأيدي السائدة فيها بسبب وضعها الجغرافي الحيوي وأهميته الاستراتيجية الهائلة. شهد عام ١٩٥٦ أول احتلال مباشر من طرف إسرائيل للدولة المضيفة فلسطين آنذاك أثناء العدوان الدولي الثلاثيني حينئذٍ ضمن إطار كيانها الخاص بغزو الأرض فغزوا سوءا كل جيوب مقدسية محتلة ولم تدُم فترة سيطرتهم طويلًا لفترة طويلة إذ أنهارت تلك الهالة المصطنعة بوادر الانتصار زوال مجددا مرة اخري عقب توقيع هدنة جديدة وانحسار توتر نسبي بين الجانبين المتحارب وقتذاك والذي كان بداية لنذر مواجهة اشد وطأة بنتيجتها خسارة اكبر دارسا لاحقا وصراع غير قابل للائتلاف العظيم لدى بلاد العرب الثلاثة . وظلت حال الجزيرتين باتجاه نحو التعامل المعتدل نسبيا باستمرار حالة تواجد قوات دوليه مشتركة تابعة لعهد سلام جديد تمخض عنه عقد مصالحة بارزة بين دولتَي القاهرة والرياض تسمى اتفاقيات كامب داڤيد ، مما أدى لتحقيق استقلال جزيري(تيران وصنفير) عن قبضة الاحتلال الرجفة ذات يوم ولكن تبقى بعض المخاطر قائمة دائماً ولذلك أقرت الحكومة السعودية فرض حق امتياز للإدارة المصرية الكاملة لمدة عقود قليلة تحددت وفق تعاقد ملزم قانونا .
