تعتبر مساحة دولة فلسطين جزءًا حيويًا من الهوية الوطنية للفلسطينيين، وهي تقدر بحوالي ٢٧,٠٠٩ كيلومتر مربع، وفقًا للإحصائيات الحديثة. لكن المساحة الفعلية تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ العام ١٩٦٧ تشكل أقل بكثير مما كانت عليه قبل الحرب. ومع ذلك، فإن التعداد السكاني لفلسطين يظل ثابتًا رغم التحديات السياسية، حيث بلغ عددهم حوالي ٤٫٥ مليون شخص يعيشون ضمن حدودها المعترف بها عالميًا حسب آخر إحصائية أجريت عام ٢٠١٣. بينما يقدر عدد النازحين والمهاجرين الفلسطينيين خارج البلاد بحوالي ٥٫٢ مليون فرد، ليصل بذلك مجموع أبناء الشعب الفلسطيني حول العالم بما يقارب إحدى عشرة مليون نسمة.
موقع فلسطين الاستراتيجي جعل منها مركزًا مهمًا عبر التاريخ، فهي تقع عند ملتقى ثلاث قارات رئيسية - آسيا وأوروبا وإفريقيا - وعلى شاطئ شرق البحر الأبيض المتوسط مباشرةً. تحدها من الشمال لبنان ومن الشرق الأردن ومن الجنوب مصر، ولعب توافق عوامل طبيعية كالتضاريس الوعرة والمسطحات المائية والعوامل المناخية المعتدلة دورًا كبيرًا في جذب مستوطنين قدماء إليها.
تنوع التضاريس في فلسطين يحمل بصمة الماضي والحاضر أيضًا. فبينما تغطي الصحاري مثل صحراء النقب نصف مساحة الأرض تقريبًا، هناك العديد من المناطق ذات الأهمية البيئية والثقافية الأخرى. فالسهول الداخلية والخارجية تزدهر بالخصوبة، خاصة منطقة مروج بن عامر الشهيرة بزراعة المحاصيل الأساسية منذ عصور ما قبل التاريخ. أما المنطقة الجبلية فتضم سلسلات جبلية بارزة كالقرنفل والجليل شمالًا وجنوبًا على الترتيب. ويتزين المشهد بطولى ووادي الأردن وغوريه الخلابتين الواقعتين أسفل هضبة غوريه الواجهة للتكوين الجيولوجي لنهر بردان المضيق ذي المنحدرات الحادة والمعروف باسم "حفرة الانشقاق".
إن فهم أدق تفاصيل جغرافيا وديموغرافيا فلسطين يساهم بشكل فعال ليس فقط بتقدير مكانتها الجغرافية ولكن أيضا بإظهار مدى تأثير الصراع المستمر عليها وعلى شعبها الأعزل بكل ما تحتويه تلك التعبيرات من ألم ومعاناة وحقوق مهدورة أمام الظلم والقوة غير المتحكمة بالقوانين الدولية والإنسانية.
