تعد جمهورية كينيا واحدة من أكثر الدول تنوعاً ثقافياً واجتماعياً في شرق أفريقيا. يقع هذا البلد الأفريقي الكبير ضمن نطاق خط الاستواء ويحتل موقع استراتيجي عند سواحل المحيط الهندي. إن فهم التركيبة السكانية لكينيا أمر أساسي لفهم الحركات الاجتماعية والتحديات الاقتصادية والثقافية التي تواجهها البلاد.
بحسب آخر تعداد رسمي أجري عام 2019، بلغ مجموع سكان كينيا حوالي 53 مليون نسمة. هذه الزيادة الديموغرافية الهائلة تعكس معدلات الخصوبة المرتفعة نسبياً، والتي تقدر بحوالي 4.6 طفل لكل امرأة وفقا لبيانات الأمم المتحدة. ومع ذلك، فإن توزيع السكان ليس موزعاً بالتساوي عبر المناطق المختلفة داخل الدولة.
على سبيل المثال، تشهد العاصمة نيروبي ولوسوغورو مقاطعتان تتمركز فيهما نسبة عالية جداً من المجتمعات الحضرية بسبب الفرص الوظيفية المتاحة هناك مقارنة بالمقاطعات الريفية البعيدة والمستهلكة للزمن نسبياً. كما تتميز مناطق مثل الناكورو وأوكامباس وموكاسا بكثافة سكانية أقل مما ينتج عنه تحديات خاصة فيما يتعلق بتقديم الخدمات العامة والبنية التحتية.
بالإضافة إلى الظروف البيئية والجغرافية الفريدة لكل منطقة، تلعب العقائد الدينية والأصول العرقية دوراً محورياً أيضاً في تحديد النمط العمراني للسكان وانتشارهم جغرافياً حول كينيا الواسعة المساحة. فعلى سبيل المثال، يشكل الشعب الكيكويو الأكبر بين القبائل الرئيسية الأخرى بنحو ثمانية عشر بالمائة من إجمالي عدد السكان بينما يصل معدل انتشار المسيحية والإسلام إلى نحو خمسة وثمانون واثنين وعشرون بالمائة على الترتيب.
وفي حين أنها قد تكون ذات مردود اقتصادي محتمل كبير إذا تم الإدارة الصحيحة والتنظيم الجيد لهوية وطنية مشتركة قوية، إلا أن تلك الاختلافات العرقية والدينية يمكن أيضا أن تؤدي إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية إذا لم يتم التعامل معها بالحكمة والحفاظ عليها متوازنة ومتكاملة بشكل فعال ودائم.
ومن الجدير بالذكر هنا أنه وعلى الرغم من وجود بعض المدن المكتظة بالسكان والمعاناة من ازدحام مروري شديد ونقص مياه الشرب وحالات انقطاع الكهرباء المنتظمة بالإضافة لنقص فرص العمل الكافي وانخفاض مستويات التعليم العام؛ فإن العديد من المناطق الريفية ما زالت غير قادرة تماماً على دعم نمو دقيق وسريع لسكانها بدرجة كبيرة بما يكفي لتحسين مستوى المعيشة وتحقيق الاكتفاء الذاتي لها ولوطنها عامةً كمجتمع بمختلف مكوناته الثقافية والفكرية والحركية عليه المسؤولية المشتركة لإحداث تغيير حقيقي نحو المستقبل المنشود للأجيال المقبلة بإذن الله تعالى وهو حسب تقديري بأن تحقيق التنمية المستدامة لقارة أفريقيا برمتها وبضمنها دولة كينيا مثال يحتذى عالمياً لما يستطيع العالم الثالث الوصول إليه وإنجازه لو عرف كيف يسيره للوصول للهدف ويستغل جميع الطاقات البشرية لصالح مجتمعاتهم المحلية والنظم الحكومية المركزية لهم كذلك! إنه بلا شك مشروع عملاق تتطلب إدارة ذكية ورؤية واضحة وغاية سامية نبيلة لنيل رضوان الخالق سبحانه وتعالى أولاً ثم رضا عباده بعده دومنا دائماً وأبد الدهر آمين يا ربّ العالمين..