مدينة آسفي: جوهرة ساحلية مغربية تجمع بين الماضي والحاضر

التعليقات · 0 مشاهدات

تتربع مدينة آسفي، الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي بالمغرب، باعتبارها واحدة من أجمل المدن الساحلية التي تحمل في طياتها روائع تاريخية ومعمارية تعكس تنوع

تتربع مدينة آسفي، الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي بالمغرب، باعتبارها واحدة من أجمل المدن الساحلية التي تحمل في طياتها روائع تاريخية ومعمارية تعكس تنوع حضاري عميق. تعرف المدينة أيضًا باسم "حاضرة المحيط"، نسبة لموقعها الاستراتيجي على ضفاف بحر الرمال الذهبي. يتميز تاريخ آسفي بتاريخ غني يعود جذوره إلى عصور ما قبل الميلاد، مما ترك بصماته المعمارية والثقافية والفنية التي يمكن تتبعها حتى يومنا هذا.

وتعد أسفي مركزًا اقتصاديًا هامًا بفضل ثراء مياهها بموارد سمكية وفيرة، والتي تعد مصدر رزق رئيسي لسكان المنطقة الذين يفوق عددهم نصف مليون نسمة. يستغل أهل المدينة مهنتهم كمراكبي بحور محترفين يعملون في مجال صيد الأسماك الطازجة التي تُصدر إلى مختلف مناطق العالم مثل أوروبا وآسيا والدول العربية. بالإضافة لذلك، تحتفظ آسفي بتراث حرفي أصيل في صناعة الخزف اليدوي، أحد العناصر الثقافية المحلية المهمة التي تساهم في جذب السياح وتعزيز الجانب التجاري للمنطقة. تبقى قرية سيدي عبد الرحمن رمزًا حيًا لتلك المهنة التقليدية حيث يوجد بها plusieurs مصانع خزفية معروفة بجودة منتجاتها الفريدة.

يرجع سبب اختلاف تضاريس ومتغيرات المناخ بمدينة أسفي لعوامل طبيعية وجغرافية تؤثر عليها؛ إذ تنتشر الحدائق الخضراء والنباتات المتنوعة رغم قلة هطول الأمطار نسبيًا بسبب توفر نظام ري مناسب يحافظ على خصوبة التربة والإنتاج الزراعي المنتظم. ويندمج ذلك ضمن بيئة صحراوية ذات دفء معتدل نسبي خلال فصل الشتاء وبدرجة حرارة مرتفعة نسبياً تغطي فترة الصيف بدءاً من شهري يونيو ويوليوز وسطو درجات حراراة تصل لأربعين درجة مئوية. فيما تشهد أشهر أكتوبر ونوفمبر ذروة الموسم المطيري عندما ترتفع معدلات الرطوبة قليلاً وتتراوح متوسط درجات حرارتها اليومية بما يقارب اثنى عشرة وست والعشرين بالدرجة المئوية المركزية وفق المؤشرات الفلكية.

إن التنوع الثقافي لآسفي هو انعكاس للتبادلات التجارية والسلالات البشرية المنقولة عبر القرون. فعلى الرغم من كون الآمازيغ هم السكان الأصليين لهذه الأرض منذ القدم إلا أنه تأثروا كثيرًا بالحركات المستمرة للحجاج المسلمين الذين جاؤوا إليها عقب الفتح الإسلامي وانتشار دعوة الدين الإسلامي فيها منذ القديم بعد انتشار الدعوة الإسلامية على يد قائد فتح أفريقيا الشمالية الشهير عقبة ابن نافع رضي الله عنه والذي يعد أول مفتتح للأراضي الأفريقية الشمالية لدولة بني أمية وذلك أثناء توليه لمنصب والي إفريقية أيام أيام حكم الإمام الوليد بن عبد الملك عام حوادث العام(70 -96) للهجرة الموافق لعام ميلادي ١٦٨٤). وقد ترسخت اللغة العربية هناك نتيجة اندماج عرب الهجرات الجديدة جنبًا إلى جنب مع تواجد الأقليات اليهودية قبائل العرب المسيحية وغيرهما ممن اختلط بهم المقيمون الأصليون تاركين بذلك خلفهم مجموعة متنوعة ومتشابكة من الأعراق والقوميات المشكلة لما يعرف حاليا بثقافة مدينة أسفي الجذابة وغنية بالتاريخ والمعاني الإنسانية غير المسبوقة .

ولا تزال آثار تلك الحقبة مرئية даже الآن في الهندسة المعمارية الخاصة بسكناتها وشوارعها المرتبة باستقامة اشبه بشوارع مدن الموحدين والمسلمين المرابطين. فقد دخلت بعد ذلك مرحلة جديدة حين سيطر البرتغالية واستباحوها ليقيموا حصن كبير بالقرب منه مينائها الرئيسي آنذاك والذي جعل منه قاعدة لهم لفترة طويلة امتدت لتزيد عن قرنَ من الدهر كانت خلالها منطلقاً للغزو الفرنسي لاحقا ثم الانهيار النهائي لنظام الحكم المركزي فالاستقلال الناجز اتباعا لقرار عصبة الأمم المتحدة سنة١٩٥٤ م / ١٣٧٣ﻫ أما بالنسبة للمعالم الرئيسية في المدينة فهي كثيرة ومن أبرزها : جزيرة "الكورنيش" الرائعة التي تمثل وجهة مثالية لكل الراغبين بالعيش برفاهية قرب شاطئه وكذا مجمع جزائر أخرى تنافس كل منها الأخرى بإبداع التصميم وجودة التنفيذ كتلك المعروفة لدى الكثير بـ"الجزر السبعة". كذلك فإن مسجد

التعليقات