تيبازة، المدينة التاريخية الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط غرب العاصمة الجزائر، هي شهادة حية على حضارات عديدة تركت بصمتها عليها عبر القرون. هذه المدينة التي تأسست كاستثمار تجاري لفينيقية، وباسم يعني "الممر" نظراً لأهميتها الاستراتيجية كرابط بين الجزائر وإيوlia، ستقدم لنا رحلة عبر الزمن لاستكشاف تراثها الثقافي الغني وآثارها الخالدة.

المدرج والقلاع والحمامات الرومانية

على مقربة من المدخل الرئيسي للحديقة الأثرية، يرقد مدرج تيبازة شاهداً على مجد الماضي. هذا الهيكل الرائع ذو الأسوار العالية والبوابات الرئيسية والأقواس الداعمة للمدرجات يعد مثالاً بارزاً للهندسة الرومانية. بالإضافة إلى ذلك، تلفت معابد مثل المعبد الجديد والمعبد المجهول انتباه زوار الموقع بثرائها التفاصيل.

ومن أشهر المواقع هنا أيضاً الضريح الملكي الموريتاني، المعروف باسم قبر الرومية، والذي اكتشفه العالم الفرنسي ديريان دو بروغر. يحظى هذا المكان بمكانة خاصة بسبب انعكاس أشعة الشمس عليه مما يعكس انعكاساً ذهبي اللون ينساب نحو المياه القريبة وسط الأشجار الكثيفة. يضم الضريح نقوش تصور حيوانات مختلفة بما فيها أسود ولبوة وروائح ترمز للقوة والعظمة.

المقابر والكنائس والبازيليكات المسيحية

داخل أسوار تيبازة يوجد مقبرة تسمى "الحاله"، مرتبطة ببازيليكا قديسي باسيليكي سان سالسا. داخل هذه المنطقة هناك تابوت مصنوع خصيصاً لسالفيا سالفا Salvia Salsa ، أمينة الكنيسة المحلية الشهيرة التي أثارت غضب الكهنة الوثنيين بدفاعها الشرس عن إيمانها بالمسيح.

كما تضم تيبازة ثلاث كنائس رئيسية تتمثل بكهوف متعددة تشكل كنيسة باسيليك بيزانتينا كبيرة وكبيرة أخرى أقل حجماً ولكن أكثر شهرة. أما بالنسبة للأماكن الأخرى ذات الأهمية فهي جدول المناسى وسلوطة سانت سالفى وحوض كولومباريريوم وغيرهما العديد من الأمثلة المثيرة للإبهار والتي تعكس تنوع الثقافات والإنجازات البشرية المختلفة التي مرت بتلك الربوع عبر الدهور الطوال.

الحقبة الرومانية والحياة اليومية بهاتين المدينةتين

وفي الفترة ما بين القرنين الثاني والثالث ميلاديين شهد الاقتصاد التطبيزي ازدهارا ملحميا جعل منه واحدٌ من الأكثر ربحية آنذاك رغم محدوديته نسبياً فيما يتعلق بالتعليم والفلسفة والفنانين المكرمين عند اليونانيين القدامى مثلاً . بينما باتت مصدرا ثراء واستقرار غيرمسبوقات لهؤلاء الأخيرين منذ العهد الامبراطوري لكلاudius تحديداً...

مع نزول البركة النصرانية بحلول مطلع الأربعينات للسنتينات الاولى بعد الميلاد اشتهرت بعض الأشخاص المقربين للإدارة الرومانية حينئذ بنشر عقائد جديدة تتناقض مع العقيد التقليديه المعتمدة وقت ذاك إلا أنه ورغم كل هذه الظروف المضطربة ظل المجتمع التطبيزي محافظاً علي نسقه الاجتماعي وظل يؤدي شعائر الدين الرسمي للدولة بلا خوف ولا وجل ...

● المُلاحظة الأخيرة : بالنظر لما تقدّم فإن موقع تيبيس لم يكن مجرد قاعدة استيطانيه عادية بل كان أيضا مركزا ثقافياً وفكرياً بامتياز ولم يغفل أبداً دور الفنون الجميلة والخط العربي والنحت وما إلي ذلك من مختلف مظاهر الانماء والبقاء ضمن دائرة التأثير الأكاديمي العالمي آنذلك