مدن بارزة في فرنسا: دراسة حالة لمارسيليا وليون

التعليقات · 0 مشاهدات

تعد مدينة مارسيليا واحداً من أهم المراكز الحضرية الرئيسية في فرنسا، إذ تحتل المرتبة الثانية بعد العاصمة باريس من حيث تعداد السكان ومستوى النشاط الاقتص

تعد مدينة مارسيليا واحداً من أهم المراكز الحضرية الرئيسية في فرنسا، إذ تحتل المرتبة الثانية بعد العاصمة باريس من حيث تعداد السكان ومستوى النشاط الاقتصادي. فبحسب آخر الإحصاءات الرسمية لعام ٢٠١٠، بلغ عدد سكّان هذه "العروس الواقعة جنوب البلاد" قرابة ١,٧ مليونا نسمة، مما يعكس كثافتها السكانية العالية مقارنة بمساحة أرض طبوغرافية تقدر بنحو ٢٤٠,٦٢ كيلومتر مربع فقط. تُعرف بشكل خاص بمكانتها التاريخية والأثرية الغنية باعتبارها أول مستوطنة بشرية أسسها الفينيقيون منذ أكثر من ٢٥٠٠ عام؛ ما جعل منها وجهة سياحية محببة للسواح الباحثين عن حضارة وثقافة ممتدة عبر الزمان والمكان. إلا أنه رغم عمق جذورها القديمة، فإن موقعها الجغرافي الفريد على ساحل البحر الأبيض المتوسط منحها أيضاً مكانتها كميناء رئيسي حيوي ليستلم شحناتها التجارية الدولية ويصدر منتجات متنوعة بدءا من المعادن وانتهاء بالأغذية.

وفي ذات السياق الهام للأماكن الصناعية المؤثرة داخل القطر الفرنسي الكبير، تستحق مدينة ليون ذكرًا خاصّا لإنجازات هامة تركتها بصمت واضحة خلال القرن المنصرم وما قبله بكثير. فقد اشتهرت تاريخيًا بتأسيس مصنع نخيل الريون -وهو نوع من مواد الأنسجة التي كانت تستخدم أساسًا لصناعة أقمشة راقية وراقية-. بالإضافة لذلك، تعد منطقة غرونوبل المجاورة لها مركزًا رائدًا لإنتاج الحرير الطبيعي لأكثر من قرنين متتاليين. أما بالنسبة لنوع ثالث مهم لحركة التصنيع المحلية وهو قطاع تصنيع السيارات والدوائر الإلكترونية الحديثة المتقدمة تكنولوجيًا والتي تتضمن أيضًا مجالات أخرى مثل الروبوتات وغيرها الكثير ضمن مجموعة واسعة ومتنوعة تشكل مجتمعة صرح "الصناعة الثقيلة". أخيرا وليس آخرا، تساهم الصناعات التحويلية كالكيماويات والمعالجة الغذائية بما تحمله تلك الأخيرة من معاني تنوع المنتجات الطازجة المغذية للجسد وحفظ مكوناته بطرق مبتكرة مبتكرة تدعم منظومة الأمن الغذائي للمستهلكين المحلين والعالميين كذلك الأمر. وبجمع كل أصناف تلك القطاعات الفاعلة تأتي دلالة قوة وجدارة دولة فرنساوية كبيرة تبهر العالم اليوم بغزارة إنتاجيتها وقدرات تنافسها العالمية المستمرة حتى الآن.

التعليقات