تعد إندونيسيا، الواقعة بين قارتي آسيا وأستراليا، واحداً من أكثر البلدان تنوعاً بيئياً وثقافياً على وجه الأرض. وتتميز بتعدادها الهائل من الجزر التي تشكل سحرها وهويّتها الفريدة. يبلغ تعداد هذه الجزيرة الكبيرة حوالي 17,508 جزيرة حسب آخر الإحصائيات الرسمية لعام 2021. ورغم ذلك فإن العديد منها غير مأهول بالسكان ولا يظهر كثيراً على الخرائط بسبب أصغر أحجامها وعدم وجود خطوط السكك الحديدية أو الطرق الرئيسية المؤدية إليها.
يتوزع هذا العدد الكبير عبر عدة مجموعات رئيسية تتداخل مع بعضها البعض بشكل طبيعي. فنجد مجموعة جاوة وبورنيو وسومطرا وكاليمانتان والتي تعتبر الأكبر حجما وأكثرها اكتظاظا بالسكان والأثر التاريخي والثقافي الغني. بينما تضم المناطق الشرقية والمحيط الهادئ الكثير من الجزر الصغيرة مثل نوسا تينغارا الغربية وشرقية ونوسا ريكا وغيرها مما يعد حديقة خلابة لعشاق الطبيعة والتراث البكر.
تعكس كل واحدة من هذه الجزر جانب مختلف ومتفرد من سيمفونية الثقافة والمعالم السياحية المحلية. بدايةً، يمكننا الحديث عن سومطرا المعروفة بغاباتها المطيرة الاستوائية وكثبان الرمل الرائعة وشواطئها الجميلة بالإضافة إلى الشعب الماليزي النابض بالحياة تحت الماء. أما بورنيو فهي موطن للعديد من الأنهار والبحيرات وجبال كادازان الشهير والذي يسمح برحلات القوارب المثيرة والاستمتاع بجمال الغابات المطيرة الأصلانية. وفي شرق البلاد يوجد بالي - الجزيرة الأكثر شهرة لإمكانياتها السياحية المتجددة باستمرار - وهي معروفة بنسائم شاطئها الرقيقة ومعابدها التقليدية وتعبيرات فن الشارع الملونة.
بالإضافة لما ذكر سابقاً هناك أيضًا جاكرتا العاصمة ومراكز المدن الكبرى الأخرى مثل سورابايا ويوجياكارتا وماكاسار التي تقدم تجارب حضرية غنية بمزيج ثقافاتها الصاخبة والحارات التجارية القديمة والساحات العامة ذات الروائع الهندسية الحديثة. لذلك يستحق الأمر الاطلاع الدقيق لكل جزء فردي ضمن ثراء المجتمع الإندونيسي الضخم والعابر للأجيال لتقديره حق قدره وفهمه بدقة متناهيه. إنها رحلة تستحق التجربة بكل تفاصيلها!