تقع مدينة دوما في الجزء الشمالي الشرقي من العاصمة السورية دمشق، على بعد حوالي 19 كيلومتراً منها. وهي مركز محافظة ريف دمشق، ويبلغ عدد سكانها حوالي 700 ألف نسمة. تحدها من الغرب دمشق، ومن الشمال الغربي منطقة التل، ومن الشمال القطيفة، ومن الشرق البادية السورية، ومن الجنوب محافظة السويداء.
تختلف الآراء حول أصل تسمية مدينة دوما. أحد الأقوال يشير إلى أن التسمية تعود إلى شخص بنى أول دير مسيحي في دوما، والذي ربما أطلق اسمه أو اسم ابنته على المدينة. القول الآخر ينسب التسمية إلى شجر الدوم، الذي ينتمي إلى عائلة النخليات ويوجد بكثرة في المنطقة.
تُعتبر دوما واحدة من أقدم مدن بلاد الشام، حيث سُكنت منذ انحسار بحيرة دمشق الكبرى. كانت المدينة تحت حكم العديد من المماليك، بما في ذلك المملكة الآرامية التي أنشأت هيئة حكم مصغرة لإدارة الأمور الزراعية. كانت دوما محاطة بالأنهار والأقنية المائية، مما سمح للآراميين ببناء العديد من الأبنية والآثار التي تعكس اعتقادهم وثنيتهم.
تتمتع دوما بتاريخ غني، حيث يوجد فيها أكثر من 80 مسجد وجامع، مما يجعلها تُعرف بـ "مدينة المآذن". بالإضافة إلى ذلك، يوجد فيها مباني ومدارس وخانات أثرية. في التاريخ المعاصر، أصبحت دوما رمزاً للثورة ضد الاستعمار الفرنسي.
على الرغم من تاريخها الغني، فإن دوما تشهد حالياً حصاراً ودماراً، حيث يعيش داخلها حوالي 200 ألف مواطن.