تعتبر محافظة بارق واحدة من أجمل وأبرز محافظات منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية. تمتلك هذه المحافظة موقعًا استراتيجيًا مميزًا، فهي تقع في الطرف الجنوبي الغربي للمملكة، تحديدًا ضمن حدود منطقة عسير. تشتهر بموقعها الجغرافي الفريد وتنوع تضاريسها الخلابة.
موقع وجغرافيا بارق
تحظى بارق بموقع حيوي يمتد بين عدة مدن رئيسية؛ فشمالها يلتقي بها مركز المجاردة، بينما تصطف محايل عند سفحها الجنوبي. وفي الاتجاه الغربي، تجاور القنفذة لبارق بطابعها البحري المتوسط، أما شرقًا فتتقاسم الأرض مع تنمومة. هذا الموقع المتميز يعطي لمحافظة بارق ميزة فريدة تجمع بين التلال والجبال والشريط الساحلي مما يخلق مشهد طبيعي متنوع ومتكامل الأجزاء.
التضاريس الطبيعية
تشكل مرتفعات بارق العمود الفقري لجغرافيتها، حيث ترتفع قممها فوق سطح البحر بكثير لتصل أعلى نقطة لها بحوالي 1,922 متراً عند جبل بركوك. بعض تلك القمم الرائعة تشمل أيضًا جبل أثرب بجواره المرتفع الذي يصل إلى 1,700 متر، بالإضافة إلى جبلي ريدان وناحت اللذان يكاد ارتفاعهما يقارب نفس الرقم تقريبًا وهو حوالي 1,600 متر لكل منهما. وهناك أيضا جبل القمر وجبل فقعة اللذان يتمتعان بإطلالة رائعة وبنفس المستوى من الارتفاع تقريبًا والذي يصل لكلا منهما نحو 1,700 مترًا. علاوةً على ذلك فإن غنى المنطقة بالأودية والغابات يجعلها مكان جذب للسكان والمزارعين على حد سواء.
المناخ والموارد الاقتصادية
تأخذ درجات الحرارة منحنى دراماتيكي خلال العام ما بين برودة الشتاء المعتدلة وشمس الصيف الحارة. ولكن رغم اختلاف الفصول إلا أنها تبقى موطن خصبة للأنشطة الاقتصادية المختلفة والتي تعتبر زراعة واحتلمنتجار الأعلاف والصناعات اليدوية والحرف التقليدية أهم عناصرها الرئيسية. إضافة لما سبق فلعل رعايتها للأغنام والنحل يعد مصدر للدخل الثابت لبساطة تكلفته مقارنة بالعائد الكبير منه.
السكان والثقافة التاريخية
يشكل الدين الإسلامي والإخلاص للقيم الإسلامية أساس هوية أهل بارق الذين يفوق تعدادهم الخامس والخمسون ألف نسمة وفق آخر البيانات الإحصائية المسجلة عام ٢٠١٠ ميلادية. يجدر ذكره هنا أنه وعلى الرغم من توسع المدن الحديثة والمجمعات العمرانية داخل المحافظة إلا أن روح الانتماء إلى تاريخ وثوابت المجتمع البدوي لا تزال حاضرة وملتصقة بهم حتى وقتنا الحالي. وقد ترك هؤلاء الأشخاص عبر العقود الماضية بصمة واضحة تتمثل في تركيبتهم الاجتماعية المميزة وما قدموه للعالم العربي والإسلامي ممن حملوا رسائل الحرية والكلمة الحرة كالنصح والموعظة الحسنة ولم يبخل أحد منهم بتقديم مهجتهم دفاعا عن دين الله عزوجل عندما جاء دور الاستشهادات البطولية والفداء لأجل الوطن ولدينه المثلى . ومن أشهر الشخصيات البارزة المقيمة بفخر بهذا الجزء المشرق من أرض الجزيرة العربية : الصحابي أبوضياء البارقي رحمه الله ، والشاعر الشهير سراقه ابن الربيع ، وغيرهما كثير من الرجال المؤثرين المؤثرين خارج الحدود المغربية نفسها .
وفي ختام حديثنا حول جوانب الحياة المترابطة بمحافظة بارق يمكن القول بأن ثرائها الثقافي والطبيعي والمعاشي جعل منها وجهة تستحق الاحترام وتعكس صورة مشرقة لعطاء الإنسانية بما تحتويه طبقات ترابيتها العزيزة من كنوز عظيمة جديرة بالإعلام والتقدير عالمياً .